أسس تدبر القرآن وضوابطه
فهذه كلمات كتبتها في (أسس تدبر القرآن وضوابطه) أرى أن الحاجة داعية إليها؛ لأن الناس في هذا الباب بين مفْرط ومفرِّط؛ وكلا طرفي قصد الأمور ذميم؛ فالمتأمل في أحوال الناس يجد أن أغلب المسلمين الطيبين ـ اليوم ـ لا همَّ لهم إلا حفظ القرآن واستظهاره، ومن أجل ذلك تُرصَد الجوائز وتقام المسابقات ويتفرغ الطلاب، لكن المتدبرين لمعاني القرآن والمشتغلين بتفسيره ما أقلَّهم وما أندرهم!! ولو سألت أغلب الحفاظ عن معاني الكلمات التي حفظوها ـ صغاراً ـ لم يحر الواحد منهم جواباً!! وجرِّب تعرف، سل الواحد منهم عن معنى {الله الصمد} أو ماذا يفهم من قوله تعالى {ومن شر غاسق إذا وقب} ولا تستغرب إذا رأيت الجهل في الناس فاشياَ، وهدي القرآن عنهم غائبا. قال الحسن البصري: (والله! ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل)
وذكر ابن عبد البر عن علي رضي الله عنه قوله: (أعزم على كل من كان عنده كتاب إلاّ رجع فمحاه؛ فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم) وذكر عن عمر رضي الله عنه (أن قوماً كانوا يكتبون كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب ربهم) نقل ابن القيم عن الإمام البخاري قوله: (كان الصحابة إذا جلسوا يتذاكرون كتاب ربهم وسنةَ نبيهم، ولم يكن بينهم رأي ولا قياس، ولم يكن الأمر بينهم كما هو في المتأخرين: قوم يقرؤون القرآن ولا يفهمونه، وآخرون يتفقهون في كلام غيرهم ويدرسونه، وآخرون يشتغلون في علوم أخرى وصنعة اصطلاحية، بل كان القرآن عندهم هو العلم الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً)
وفي مقابل هؤلاء تجد آخرين يخوضون في القرآن بغير زمام ولا خطام، حتى ربما تبلغ الجرأة ببعضهم أن يدوِّن هرطقات وأباطيل بدعوى أنه يتدبر القرآن وقد توصل إلى ما لم يتوصل إليه الأولون!! حتى رأينا من ذلك العجب العاجب، وإلى الله المشتكى.
للاطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف