الركائز الفكرية والتربوية لجماعات العنف
لا تزال ظاهرة العنف المتسربل بعباءة الإسلام تمثل واحدة من أكبر التحديات أمام قدرة العالم العربي والإسلامي علي تأسيس مشروع نهضوي يجمع بين الإسلام كمرجعية عقائدية وفكرية وحضارية وبين تعقيدات وتركيبات الدولة القومية الحديثة بمؤسساتها المختلفة.
وقد ظن البعض أن ثورات الربيع قد تحد من الظاهرة ومن قدرة جماعات العنف علي جذب الشباب المسلم مما يمكن أن يؤدي إلي انحسار الظاهرة، غير أن ما اعتري ثورات الربيع العربي من انكسارات من جهة وتجذر الظاهرة في العقل الإسلامي من جهة اخري أدي إلي عكس ما ظن هذا البعض فإذا بجماعات العنف تزداد علي المستوي الأفقي من حيث القدرة علي جذب المزيد من الشباب الذي تجاوز العالم العربي والإسلامي إلي مسلمي أوروبا وأمريكا؛ وعلي المستوي الرأسي من حيث مزيد من التطرف علي المستوي الفكري والولوغ في ممارسة العنف علي المستوي العملي والذي جسده بوضوح تنظيم “داعش” بقيادة أبي بكر البغدادي المتخصص في “أصول الفقه”، الأمر الذي يجب معه الوقوف مع الظاهرة ليس كظاهرة طارئة علي المجتمعات الإسلامية ولا كمجرد رد فعل لاستبداد أنظمة حاكمة سدَت شرايين العمل السياسي بل والفكري وإن كان ذلك صحيحا؛ ولكن كظاهرة لها جذورها الفكرية والتربوية وإن كانت كأي ظاهرة إنسانية أو اجتماعية تتصف بالتعقيد والتركيب الذي لا يمكن معه ردها إلي سبب واحد أو سببين.
ولأن للظاهرة جذورها الفكرية بل ولأن هذه الجذور الفكرية أحد أهم أسباب الظاهرة لزم التعرض لها ومناقشتها ليس فحسب رغبة في فهم الظاهرة وتحليلها وإن كان ذلك بالطبع سببا وجيها ولكن ولأن مجرد الدراسة والتحليل أصبح في واقعنا الأليم يعده البعض –للأسف –ضربا من الترف الفكري، وإنما لأن الظاهرة تنال بوضوح من الطاقات الفاعلة في العالم الإسلامي سيما طاقات الشباب ليس فقط بإهدارها وإنما بتوجيهها نحو السبيل الذي يدمر ولا يبني ويعطل ولا يسيّر ويزيد الأمة تخلفا علي تخلفها وبدلا من أن يكون الإسلام كما كان منذ بزوغ وحيه قوة روحية وعقلية هادرة تحيل العرب إلي هذه الأمة الواعية المنطلقة كالسهم في مسيرة التاريخ ، و في كتاب الحضارة تسطر أعظم الصفحات وتشيد واحدة من أرقي الحضارات بدلا من ذلك يتحول الإسلام – للأسف- في عقول وقلوب بعض المنتسبين إليه إلي ألة هدم وإلي عدو للإنسانية وللحضارة البشرية.
لهذا لزم الوقوف والدراسة والتحليل وسنكتفي هنا لاعتبارات المساحة علي التركيز علي الجذور الفكرية لظاهرة العنف لدي جماعات الإسلام السياسي أملين أن نوفق في إلقاء الضوء عليها وسبر أغوارها من جهة وراجين أن تتاح الفرصة لدراستها من كافة جوانبها من جهة أخري.
للاطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف