الفتاوى
طلب تولّي القضاء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن ولاية القضاء من فروض الكفايات التي لا بد أن يتصدى لها جماعة من المسلمين، وهو من المناصب العظيمة لمن توفرت فيه شروطه وحكم بين الناس بالعدل، وقد تولى هذا المنصب أشرف الناس وهم أنبياء الله ورسله عليهم السلام كداود الذي قال الله له (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله له (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله).
فإذا أنست في نفسك كفاءة من علم وعدالة وفطنة فلا حرج عليك من طلب القضاء وتبتغي بذلك وجه الله وإقامة العدل بين الناس حتى تدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم (فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به) والله الموفق.