معرفة الخير والشر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن الله تعالى يقول (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ويقول سبحانه في شأن النساء (فإن كرهتمهوهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا) فالإنسان مهما أوتي من علم لا يستطيع أن يجزم بالخير أو الشر في أمر لم تتبين خيريته أو شره بنص الشرع؛ لأن علمه قاصر وبصره كليل وهو لا يدري عواقب الأمور، ولما رميت أمنا عائشة رضي الله عنها في عرضها وعانت من آثار تلك التهمة الظالمة ومعها أمها وأبوها وصفوان بن المعطل وقبلهم جميعاً رسول الله e قال الله عز وجل في ذلك (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم).
وعليه فالذي أنصحك به في كل أمر أن تستشير أهل الخبرة والأمانة قبل أن تفعله أو تتركه (والمستشار مؤتمن) ثم تستخير الله عز وجل فيه الاستخارة الشرعية، ثم اعلم علم اليقين أن لله الأمر من قبل ومن بعد يفعل ما يشاء ويختار لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. والعلم عند الله تعالى.