حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فللإجابة على هذا السؤال يلزم بيان أمور لا بد من الإحاطة بها حتى يعرف السائل محل النزاع دون أن يشغل نفسه بمسائل لا خلاف عليها:
أولاً: لا خلاف بين المسلمين في أن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه عظيم؛ فهو خاتم النبيين وإمام المرسلين إ ذا اجتمعوا وخطيبهم إذا وفدوا، وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع وأول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيستفتح، وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود، ومناقبه مما علمت من دين الإسلام ضرورة بمنطوق الكتاب الكريم والأحاديث المتواترة.
ثانياً: لا خلاف بين المسلمين في جواز بل استحباب التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى ـ كما في دعاء الاستخارة ـ والتوسل بالعمل الصالح ـ كما في قصة الثلاثة أصحاب الغار ـ والتوسل بدعاء العبد الصالح ـ كما في الحديث الذي رواه مسلم {دعاء المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب}
ثالثاً: التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مما اختلف فيه أهل العلم قديماً وحديثاً، وهي من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف لتعارض الأدلة ولا ينبغي الإنكار فيها على المخالف، بل المطلوب هو التباحث فيها بين أهل العلم حسب الآداب الشرعية المتوارثة دون إخلال بالحقوق الواجبة للمسلم على المسلم.
رابعاً: لو أعملنا قاعدة: (الخروج من الخلاف مستحب) لوجب علينا أن نقول: إن على المسلم أن يتوسل بما لا خلاف عليه ويدع المختلف فيه حتى يكون عمله صواباً عند الكافة، والعلم عند الله تعالى.