أسباب البلاء
نسأل عن أسباب البلاء؛ فقد بيَّن الله في كثير من الآيات أن المؤمن مبتلى لا محالة كقوله تعالى في سورة العنكبوت )ألم ! أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ! ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين( وقال الرسول r {أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل}وقرأت مقولة للإمام علي رضي الله عنه : ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة. وقول الله جل جلاله )وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم( فهل كل بلاء لا بد أن يكون من ذنب؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالله جل جلاله يبتلي عبده بما شاء، كما قال سبحانه )ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون( وقد يكون الابتلاء مجازاة على ذنب كما قال سبحانه )أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم( وقوله سبحانه )ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة( وقوله )ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة( وقد يكون لرفع الدرجات كما هو الحال في حق النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.