العلاج بالبخرات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالمشروع للمسلم أن يطلب العلاج من سائر الأدواء؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال «تداووا عباد الله؛ فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علِمَهُ مَن علمه، وجهله مَن جهله» وهذا العلاج يشترط أن يكون بمباح لا بمحرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ولا تداووا بمحرم فإن الله تعالى لم يجعل شفاء أمتي فيما حرَّم عليها»
وقد كان من هدي نبي الله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض أن يقرأ على المريض وينفث عليه، وكذلك فعل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه مع اللديغ، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام كذلك أن يدعو للمريض بقوله «اللهم اشف فلاناً» ثلاث مرات، ولربما قال «اللهمَّ رب الناس أذهب الباس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما» أو قال «باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا؛ بإذن ربنا»
ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم أن يحرقوا قرآناً ويأمروا المريض باستنشاق هوائه، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، بل هو أمر محدث «وكل محدثة بدعة» ثم إنه يخشى أن يكون في هذا الفعل امتهان للقرآن العزيز، وقد أمرنا بتعظيمه لا امتهانه؛ قال تعالى {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} وقال سبحانه {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
ثم إن الرقية الشرعية يشترط لها شروط وهي أن تكون باللفظ العربي المفهوم، وأن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها، وأن الشافي حقيقة هو الله عز وجل، وهذه الطريقة المذكورة في السؤال من اشتمال تلك الأوراق على أرقام؛ لا يدرى ما هي؟ ليست واردة في السنة، ولم يذكر أهل العلم الثقات المعروفون شيئاً يسمى علم القلم؛ فهذا أشبه بفعل الدجاجلة والمشعوذين، والله تعالى أعلم