بنى مسجدا ويريد أن يُدفن فيه
السؤال: بنى أبي مسجداً وهو يرغب الآن أن يدفن فيه بعد موته، فهل يجوز؟ أرجو أن توجه نصيحة لأهل الحي ولجنة المسجد في هذا الأمر.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن أباك قد وفِّق لخير عظيم ببنائه ذلك المسجد حيث أثنى ربنا سبحانه على من كان بتلك الصفة فقال ((إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتاً في الجنة} رواه أحمد
وأما سعيه ليدفن فيه فلا شك أنه باب للضلال عظيم حيث خالف نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت عنه حيث قال عليه الصلاة والسلام {إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك} رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام لما ذكرت له أم حبيبة وأم سلمة كنيسة رأتاها في أرض الحبشة وما فيها من التصاوير {أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا أولئك شرار الخلق عند الله} متفق عليه، ولذا فالواجب عليكم تذكير أبيكم بالله وتخويفه من حبوط عمله وذهاب أجره إن أصر على هذا الأمر المخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والموقع للناس في الضلال الكبير، والله الهادي إلى سواء السبيل.