أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

زوجي يشاهد الافلام الإباحية

السؤال: أنا متزوجة برجل لا يعيبه شيء إلا أنه يداوم على مشاهدة الأفلام الإباحية بصورة مخيفة وأطلب منه أن يخفف من هذه المشاهدة، إلا أنه يرفض ولديه قناة أوروبية وكمبيوتر يسهر بهما إلى قريب الصبح وينام بعد ذلك، ولا يصلي الصبح في وقته، وأنا أنام في هذه الغرفة معه، ولم أتوصل إلى حل معه، وأنا أسهر معه أقرأ القرآن أو أصلي ولديه بنات في الجامعات، وأنا أريده قدوة لأولاده. فماذا أفعل؟ هل أتركه على حاله وأنعزل منه إلى أن يهديه الله أم أظل بجانبه وأصبر إلى أن يفعل الله ما يريد؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} ويقول سبحانه {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} ومن الفحشاء التي يزينها الشيطان لكثير من الناس في زماننا مشاهدة تلك الأفلام الإباحية والصور العارية في قنوات يبثها أعداء الله ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وقد أدمن كثير من الناس عليها حتى ما عادوا ينامون إلا وأبصارهم معلقة بها، نعوذ بالله من الخذلان، ومما يزيد المرء ألماً وحسرة أن يكون بعضهم من جنس من ذُكر في السؤال ممن أكرمه الله بالحلال وأغناه بزوجة تعفه عن مثل هذه الممارسات فيأبى إلا أن يبدل نعمة الله كفراً ويدع ما أحله الله له من حليلة طيبة إلى ما حرَّم عليه من تلك الخبائث والمنكرات، ولا يخطر ببال هذا المسكين بل لا يعنيه أن يكون سبباً في إفساد أولاده بما هيأ في البيت من أجهزة تبث ذلك العفن الذي يتنزه عنه كل عاقل فضلاً عن المسلم.

وقد أضاف إلى جرمه جرماً أعظم بالتهاون في الصلاة المفروضة التي هي علامة فارقة بين أهل الإسلام وأهل الكفر {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} وما زال ذلك دأبه في كل ليلة يسهر إلى قبيل الصبح ثم ينام عن الصلاة المكتوبة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن الواجب عليك ـ أمة الله ـ أن تباشري نصح زوجك وأن تعذري إلى الله في إقامة الحجة عليه وأن تستعيني في ذلك بأهل الخير والصلاح من أترابه وزملائه ومن يملكون التأثير عليه، وألحي على الله عز وجل بالدعاء ليقيل عثرته ويبصره بذنبه واجعلي لذلك أمداً معلوماً فإن انتصح فبها وإلا ففارقيه فراق غير وامق؛ طاعة لله وطلباً للأجر منه سبحانه وصيانة لأعراض بناتك وطلباً لسلامة دينك، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى