العبادات

رفع الصوت بقراءة القرآن في المسجد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالمساجد بيوت الله أفنيته، محفوظة محفوظ أهلها، ميمونة ميمون أهلها، هم في مساجدهم، والله جل جلاله في حوائجهم، والمترددون عليها المواظبون على الصلاة فيها هم خيرة خلق الله؛ كما قال سبحانه )في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ^ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ^ ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب(

وإن الواجب على رواد المساجد أن يحرصوا على ما يؤكد أخوتهم ويقوي آصرتهم، ويزيل أسباب العداوة والبغضاء من بينهم، ومن ذلك ألا يرفع بعضهم صوته في المسجد؛ سواء كان بذكر أو تلاوة أو دعاء، ومن باب أولى ما دون ذلك من كلام الدنيا المباح؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً في المسجد وحوله أصحابه ما بين داعٍ وتالٍ ومصلٍ وقد ارتفعت أصواتهم؛ فنهاهم عليه الصلاة والسلام التمهيد؛ فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد؛ فسمعهم يجهرون بالقراءة؛ فكشف الستر وقال {ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال: في الصلاة} رواه أبو داود والنسائي

هذا والمشروع في حلقة التلاوة أن يرفع القارئ صوته بقدر ما يسمع من هم معه في الحلقة دون سواهم؛ لتتحقق المصلحة المرجوة في تنبيهه إذا أخطأ أو تذكيره إذا نسي، وفي الوقت نفسه لا يشوش على غيره ممن ليسوا في الحلقة ممن يذكرون الله أو يصلون، والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى