تصنيع الصليب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالصليب شعار أهل الكفر من النصارى الذين يعتقدون أن المسيح عليه السلام قد صُلب؛ فداء للبشر وتخليصاً لهم من الخطايا، وقد كذبهم القرآن في هذا الظن وأخبر عن إفكهم؛ فقال سبحانه {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيما} فهم يعلقونه على صدورهم أو على معاصمهم، ولربما نقشوه – وشماً – على جباههم؛ تعبداً لله وتقرباً إليه بزعمهم، وهم كذلك يرسمونه على صدورهم حال حدوث نعمة لأحدهم؛ كما هو مشاهد من حال لاعبي الكرة حين يحرز أحدهم هدفا، أو يحول دون حصول هدف لخصمه
وهذا الصليب لا يجوز لمسلم تصنيعه ولا تعليقه ولا الإعانة على ذلك بحال؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران “يمنعكم من الإسلام ثلاث عبادتكم الصليب وأكلكم لحم الخنزير وزعمكم أن لله ولدا”[1] فعلم بذلك أنه معبود عندهم من دون الله.
[1] السيرة الحلبية 3/265