حكم بعض الأدعية والألفاظ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالذي يحسن التنبيه عليه في هذا المقام أنه يستحب للمسلم إذا دعا ربه أو ذكره أن يتقيد – ما استطاع – بالوارد المأثور؛ لأنه أفضل الذكر والدعاء وأطيبه؛ إذ العلماء رحمهم الله متفقون على أن أفضل ذلك ما كان في القرآن ثم ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته؛ فإنه لا أحد أعظم ذكراً لله ولا أطيب دعاء له من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجواب على ما ذكر في سؤالك:
أولاً: قول القائل (اللهم أحسن إلى فلان بقدر ما قدم) ما ينبغي الدعاء به؛ إذ إحسان ربنا جل جلاله لا حدود له، وكرمه لا مثيل له، وقد كان من مناجاة نبينا عليه الصلاة والسلام أن يقول في خطاب ربه {يا خير المسئولين ويا خير المعطين} ولو عامل الرب سبحانه عبده بما قدم لما نال شيئاً؛ لما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال {لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله} قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال {ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل} وفي القرآن الكريم نقرأ )ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة( )ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة( وبدلاً من ذلك ندعو بالدعاء المأثور الذي دعا به خير البشر صلى الله عليه وسلم حين مات صاحبه أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه فقال {اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره ونوِّر له فيه}
ثانياً: قول القائل (المغفور له بإذن الله) لا حرج فيه إن شاء الله إذا قيل على سبيل التفاؤل لا الجزم؛ فمن مات على الإيمان فهو مغفور له إن شاء الله؛ لقوله سبحانه )إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء( ومثله أيضاً قولهم (المرحوم) ونحوها من الألفاظ، ولا يدخل هذا في النهي الوارد في قوله عليه الصلاة والسلام {إذا دعاء أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مستكره له} لأن غرض القائل الخبر لا الدعاء؛ فهو لم يقل: اللهم اغفر لفلان إن شئت، بل قال: المغفور له بإذن الله.