العقيدة
حواطة المسروقات
رأي الدين في الذهاب إلى شخص بغرض (حواطة المسروقات) بمعنى أن يتم عمل أو قراءة آيات من القرآن بعدد وأوراق تحرق وتعلق في البيت؛ لأجل ألا يتصرف اللص في المسروقات ويرجعها إلى أصحابها، حكم ورأي الدين في الشخص الذي يذهب إلى الحواطة وهل لها أصل في الدين؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهذا العمل غير جائز لما فيه من المحاذير الكثيرة، ومن ذلك:
- أنه لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم أن يحرقوا قرآناً ويأمروا المريض باستنشاق هوائه، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، بل هو أمر محدث «وكل محدثة بدعة» ثم إنه يخشى أن يكون في هذا الفعل امتهان للقرآن العزيز، وقد أمرنا بتعظيمه لا امتهانه؛ قال تعالى {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} وقال سبحانه {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
- أن هذه الأوراق مع ما فيها من الآيات القرآنية لا تخلو – غالباً – من بعض الأرقام والطلاسم التي لا يحل الاستعانة بها ولا تعليقها؛ لما قد يكون فيها من الاستغاثة بالجن أو الاستعانة بالشياطين أو اللجوء إلى بعض طرق الشعوذة
- أن الفاعلين لهذه الأشياء إنما هم في الغالب دجاجلة مشعوذون لا يتورعون عن الممارسات المحرمة وادعاء علم الغيب، وقد نهينا عن إتيانهم أو تصديقهم، لما رواه مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسـلم أنه قال “من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما” والعلم عند الله تعالى.