خطبة الجمعة 1/9/2014 – حقوق آل البيت ومناقبهم
خطبة يوم الجمعة 17/11/1435 الموافق 12/9/2014
1- اختلف العلماء في تحديد آل النبي صلى الله عليه وسـلم على أقوال أشهرها:
– أنهم الذين حرِّمت عليهم الصدقة، وبه قال الجمهور. من هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة؟ هم بنو هاشم وبنو المطلب، وهذا هو الراجح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسـلم: “إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد” ومن العلماء من قَصَرَ التحريم على بني هاشم فقط دون بني المطلب.
– أنهم ذرية النبي صلى الله عليه وسـلم وأزواجه خاصة، اختاره ابن العربي وانتصر له، ومن القائلين بهذا القول مَنْ أخرج زوجاته.
– أنهم أتباعه إلى يوم القيامة، واختاره الإمام النووي من الشافعية والمرداوي من الحنابلة.
– أنهم الأتقياء من أمته. والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول.
2- وإذا كان الشيعة -هداهم الله- قد تشددوا في الاستدلال بدلالة الحصر وخطاب التذكير على عدم دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسـلم في آل البيت، فإننا نلزمهم الآتي:
أولًا: تركهم ومخالفتهم لاستدلالهم السابق، وذلك لعدم تقيدهم بالحصر، فقد أدخلوا مع أصحاب الكساء غيرهم!! فأين الأدلة والنصوص التي تدل على إدخال غيرهم معهم؟
ثانيًا: حصر آل الرسول صلى الله عليه وسـلم في علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، وفي تسعة من أبناء الحسين فقط. فهل هؤلاء هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسـلم؟ فأين أعمام رسول الله صلى الله عليه وسـلم؟!
– أليس حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله شهيد أحد وفارسَ بدر، وعندما استشهد حزن عليه النبي ص حزنًا شديدًا وقال: “سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة”؟!
– أليس العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه شهد فتح مكة وثبت يوم حنين، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسـلم: “إن العباس مني وأنا منه” وقال: “يا أيها الناس! من آذى عمي فقد آذاني؛ فإنما عم الرجل صنو أبيه”.
– أين أبناء أعمام النبي صلى الله عليه وسـلم؟!
– أليس جعفر الطيار رضي الله عنه صاحب المآثر والمحامد، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسـلم: “أشبهت خَلْقي وخُلُقي” وقد كان أحد السابقين إلى الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة، ولم يزل هناك إلى أن هاجر النبي ص إلى المدينة، فقدم إلى المدينة يوم فتح خيبر، ففرح به النبي ص فرحًا شديدًا، وقام إليه وعانقه وقبَّله بين عينيه. ولما أرسله النبي صلى الله عليه وسـلم إلى مؤتة نائباً لزيد بن حارثة رضي الله عنه أبلى بلاءً حسنًا، وقاتل حتى قطعت يداه واستشهد، فعوَّضه الله عن يديه جناحين في الجنة، فكان يقال له بعد قتله: الطيار، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسـلم نبأ استشهاده حزن عليه حزنًا شديدًا، وقال: “دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها وإذا جعفر يطير مع الملائكة” وقال: “مر بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة، وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد”. فهذه بعض مناقبه التي تدل على عظيم مكانته وعلو شأنه فرضي الله عنه وأرضاه.
– أليس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن؛ وقد كان يلقب بالحبر والبحر لاتساع علمه وكثرة فهمه، وكمال عقله وسعة فضله؛ فقد لازم النبي صلى الله عليه وسـلم، ودعا له صلى الله عليه وسـلم بالفقه في الدين وعلم التأويل، وكان ممن شهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين، وقد اعترف له بذلك الفضل كبار الصحابة والتابعون لهم بإحسان؟
– أين بقية ذرية الحسين رضي الله عنه؛ مثل حفيده شهيد الكوفة زيد بن علي بن الحسين، وسائر ذرية أولاده؟! – أين ذرية الحسن رضي الله عنه؟
3- من مناقبهم في القرآن تلك الآيات التي نوهت بعظيم فضلهم رضوان الله عليهم:
– قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، وهذه الآية هي منبع فضائل أهل البيت النبوي، حيث شرَّفهم الله تعالى بها وطهرهم، وأذهب عنهم الرجس من الأفعال الخبيثة والأخلاق الذميمة، وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ خَرَجَ النَّبِّي -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ. فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
– وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي» رواه مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
4- ومن فضائلهم ما ثبت في السنة من الأحاديث الصحاح الثابتة التي لا يسع مسلماً إنكارها ولا التغاضي عنها:
1- ما ورد في صحيح مسلم عن يزيد بن حيان قال: (انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسـلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسـلم، قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسـلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسـلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: “أما بعد: ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي…” الحديث.
فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على فضيلة أهل بيته صلى الله عليه وسـلم، حيث جعلهم ثقلًا وقرن الوصية بهم بالوصية بالالتزام والتمسك بكتاب الله الذي فيه الهدى والنور، وهذا دليل واضح على عظيم حقهم، وارتفاع شأنهم، وعلو مكانتهم.
2- روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم يقول: “إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”.
3- روى الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسـلم أنه كان يقول: “اللهم صلِّ على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد”.
5- أهل السنة وسط في حب آل البيت بين المذاهب:
– فالشيعة يغالون في حب آل البيت، ومنهم من يطوف على قبورهم، ويدعوهم بكشف الضر وجلب النفع، ومنهم من يزعم أنهم يعلمون الغيب… إلخ.
– وأما النواصب! فيبغضون آل البيت ويحاربونهم، والخوارج منهم قتلوا عليًا رضي الله عنه وشنعوا عليه..
– وأما أهل السنة فيحبون آل البيت ويذكرون فضائلهم، ويعتبرون حبهم إيمانًا، وبغضهم نفاقًا، لكنهم لا يغلون فيهم، فلا يطوفون حول قبورهم؛ لأن الله أمر بالطواف حول الكعبة فقط، ولأن الطواف عبادة والعبادة لا تكون إلا لله… وكذلك لا يدَّعون فيهم أنهم يعلمون الغيب؛ لأن الله يقول: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض إلا الله وما يشعرون إيان يبعثون}
6- من حقوق آل البيت عليهم السلام:
– حق الموالاة والمحبة، فتجب محبتهم لإيمانهم، وتجب محبتهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسـلم؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسـلم: “أذكركم الله في أهل بيتي” ولحديث: “والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)، ولقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}
وهذه الآية لها معنيان: أحدهما السابق، والآخر: أن تحبوني لقرابتي فيكم؛ فإنه لا يخلو بطن في قريش إلا وله صلة قرابة به صلى الله عليه وسـلم.
– حق الدفاع والذب عنهم، وتبرئة ساحتهم مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا، والدفاع عنهم لا يعني مجرد الرد على من يسبهم، بل يشمل ذلك، ويشمل الرد على من غلا فيهم، وأنزلهم فوق منزلتهم؛ فإن ذلك يؤذيهم.
ومما يؤكد أن الغلو فيهم يؤذيهم: ما جاء في رجال الكشي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه حيث قال: “إن اليهود أحبوا عزيرًا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وإنا على سنة من ذلك، إن قومًا من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، فلا هم منا ولا نحن منهم”.
– مشروعية الصلاة عليهم، وذلك في عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة، وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسـلم … فقد جاء في هذا عدة نصوص؛ كقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وسـلم عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؟ قال: “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم” فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛ لأن ذلك مما تقرُّ به عينه، ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.
– ومن حقوق آل البيت عند أهل السنة، حقهم من الخُمس، كما في آية الأنفال وآية الحشر، وثبت في السنة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (سمعت عليًا يقول: ولاني رسول الله صلى الله عليه وسـلم خُمس الخُمس، فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسـلم، وحياة أبي بكر، وحياة عمر، فأتي بمال فدعاني، فقال: خذه، فقلت: لا أريده، قال: خذه؛ فأنتم أحق به، قلت: قد استغنينا عنه. فجعله في بيت المال” رواه أبو داود.
لكنّ أهل السنة -بخلاف الشيعة- يقولون: إنهم يعطون من خمس الغنائم، وليس من خمس الأموال، فليس في الإرث خمس، وكذا في المسكن والسيارة وغيرها؛ لأن الله يقول: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولم يقل: من أموالكم. ففي الخمس سهم خاص بذي القربى، وهو ثابت لهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسـلم، وهو قول جمهور العلماء، وهو الصحيح.
– ومنها: اليقين الجازم بأن نسب رسول الله صلى الله عليه وسـلم وذريته هو أشرف أنساب العرب قاطبة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسـلم يقول: “إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”.
– ومن هذه الحقوق: تحريم الزكاة والصدقة عليهم؛ وذلك لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: “إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد”.
6- أما شروط من يستحق هذه الحقوق من آل البيت، فهو من توفر فيه شرطان، وهما:
أولًا: الإسلام؛ فلا يستحق الكافر تلك الحقوق ولو ثبت نسبه، بل لابد من حسن العمل، ولذلك كان رسولنا ص يحذر من الاعتماد على النسب، قال عليه الصلاة والسلام: “يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية! عمة رسول الله صلى الله عليه وسـلم، لا أغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئتِ، لا أغني عنك من الله شيئًا” ومعلوم ما نزل في أبي لهب من الدعاء عليه بالحسرة والندامة بسبب كفره وطغيانه.
ثانيًا: ثبوت النسب؛ فلا يجوز الانتساب إلى آل البيت إلا بحق، وقد جاء الوعيد الشديد فيمن انتسب إلى غير أبيه، أو ادعى قومًا ليس له فيهم نسب، فقد جاء في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسـلم يقول: “ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار”. فالواجب على من ينتسب إلى أهل البيت المطهر واللائق به، أن يكون من أولى الناس حظًا بتقوى الله وخشيته، واتباع طريقة وسنة رسول الله ص قولًا وعملًا، باطنًا وظاهرًا، ناظرًا إلى أن التفضيل الحقيقي، إنما هو بتقوى الله عز وجل، واتباع نبيه صلى الله عليه وسـلم.
7- من غلو الشيعة في آل البيت عليهم السلام ما تضحك منه الثكلى ويشيب منه الوليد:
– باب: أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (1/258).
– باب: أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم (1/260).
– باب: أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (1/255).
– باب: أن الأئمة خلفاء الله في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى (1/193).
– باب: أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه (1/264).
– باب: أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها (1/227).
وهم لم يكتفوا بذلك، بل جعلوا تعيين الإمام أهم من بعث الرسول صلى الله عليه وسـلم، وفي ذلك يقول آية الله ميرزا الخراساني: “إن تعيين الإمام أهم من بعث الرسول؛ لأن تركه نقض للغرض وهدم للبناء”.
ويقول الخميني مفضلًا الأئمة على الأنبياء والملائكة: “إن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل”.
7- وقد تواتر عن آل البيت أنهم كانوا يقولون لشيعتهم: “أيها الناس! أحبونا حب الإسلام؛ فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا”. وروى المجلسي أيضًا بسنده عن علي بن أبي طالب ا أنه قال: “إياكم والغلو فينا، قولوا: إنا عبيد مربوبون”. وروى الكشي عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله: “إنهم يقولون، قال: وما يقولون؟ قلت: يقولون: تعلم قطر المطر، وعدد النجوم، وورق الشجر، ووزن ما في البحر، وعدد التراب، فرفع يده إلى السماء، وقال: سبحان الله.. سبحان الله! لا والله، ما يعلم هذا إلا الله”.