خطبة يوم الجمعة 3/7/1435 الموافق 2/5/2014
- لماذا كان سعد رضي الله عنه مجاب الدعوة؟ حديث جابر بن سمرة عند البخاري، وخبر زياد البكائي، ورواية مصعب بن سعد
- الآيات الآمرة بالأكل من الحلال في البقرة والمائدة والأعراف والمؤمنون وغافر
- الأحاديث النبوية الآمرة بذلك عن أبي هريرة والمقدام بن معدي كرب رضي الله عنهما
- الأحاديث النبوية الناهية عن أكل الحرام مبينة أنها جالبة للعنة الله ورسوله صلى الله عليه وسـلم، وأنها مانع من إجابة الدعاء، وأنها تجعل على البصر غشاوة، وأنها تحرم العبد من حوض رسول الله صلى الله عليه وسـلم، وأنها سبب لدخول النار، وسبب لحصول الفضيحة يوم القيامة، وسبب لرد العمل وعدم قبوله
5.من أكل الحرام التعدي على المال العام وسرقته ومحاولة الفوز به عن غير طريق حلال
- هؤلاء المستغلون لوظائفهم لأكل الحرام ليسوا إلا لصوصاً متغلبة، لا يفرِّقون بين أملاكهم الخاصة وأملاك الأمة، ولا يرون بأساً في أن يضموا هذا إلى ذاك ويأكلوا أموالهم إلى أموالهم؛ لأن تصرفهم في الثروات فرع عن تصرفهم في الرقاب والأبدان؛ فإذا كان الظالم المستبد لا يتورع عن ضرب الرقاب وجلد الأبشار، ولا يرى رعيته إلا مجموعة من الخونة الأوغاد، أو الفئران والجرذان، فمن باب أولى أنه لن يتورع عن أكل أموالهم بالباطل، ولن يبالي بمن جاع ومن مرض ما دامت بطنه متخمة وكأسه مترعة
لا يسمعون قول النبي صلى الله عليه وسلم {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيتن ليلة شبعان وجاره طاو} بل هؤلاء المستبدون يملأ أحدهم بطنه بألوان الطعام والشراب ثم لا يستحي أن يخرج على رعيته آمراً إياهم أن يربطوا على بطونهم، ويكفوا ألسنتهم عن حكامهم فلا يذكروهم بسوء أبدا. لا يسمعون قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه {إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة ولي اليتيم من ماله، إن أيسرت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف؛ فإن أيسرت قضيت}
إذا كانت شريعة الإسلام قد أوجبت على المسلمين تجهيز موتاهم وصيانتهم وسترهم؛ فماذا هي قائلة عن حكام لا يتقون الله في الأحياء؛ فلا يحفظون مهجهم، ولا يداوون مرضاهم، ولا يتداركون حشاشة فقرائهم، لا يكفلون يتيماً، ولا يطعمون مسكينا، ولا يكسون عارياً، ولا يفكون أسيرا، ثم بعد ذلك الثروات منهوبة، والأموال مهدرة، والعدالة غائبة.