1- الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
2- فإن رسول الله محمداً صلى الله عليه وسـلم عني غاية العناية بأن يصحح لأصحابه المفاهيم ويبيِّن لهم حقائق الأشياء، ومن ذلك أنه سألهم عن المفلس، وبيَّن لهم حقيقة الشديد، ومن الكلمات التي تحتاج إلى تصحيح وبيان كلمة الإرهاب، هذه الكلمة التي غدت رسماً ووصماً يطلقه الظلمة المستبدون، والفسقة الكافرون على كل من خالفهم أو ناوأهم، فيصمونه بأنه إرهابي ويصدرون في حقه الأحكام المشددة ويطلقون كلابهم المسعورة تنبح عليه وتفضحه في كل واد
3- أصل كلمة الإرهاب في لغة العرب تدل على الخوف؛ تقول: أرهبته إرهابًا واسترهبته استرهابًا، أي: أفزعته وأخفته، ومنها سمي الرجل الراهب راهبًا؛ لأنه يخشى الله أي يخافه، وتقول العرب: “ترهَّب الرجل” إذا خاف الله وعكف على العبادة، فيصبح راهبًا. فأصل الإرهاب إذن الخوف، أنها تدل على الخوف، وهذا المعنى اللغوي للكلمة العربية الإرهاب، وأما اللفظة الإنجليزية التي يستخدمها الغرب للتعبير عن الإرهاب فمعناها في اللغة العربية: الرعب وليس الإرهاب.
4- وقد وردت هذه الكلمة أمراً في قوله تعالى آمراً المؤمنين {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} وخبراً في قوله تعالى {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله} وفي معناها قول ربنا جل جـلاله {سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ} وقال النبي صلى الله عليه وسـلم: ((نصرت بالرعب مسيرة شهر))
5- فالإعداد الحربي والجسدي من أنواع الإرهاب الشرعي الذي أمر الله عز وجل به؛ لذلك خطب النبي ذات يوم على المنبر فقرأ قول الله عز وجل ـ كما في صحيح مسلم ـ {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فقال: ((ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)) فبيَّن أن الرمي بالسهام والرماح من أنواع القوة التي أمر الله المؤمنين بإعدادها. ولما أراد النبي صلى الله عليه وسـلم أن يطوف بالبيت مع أصحابه قال أهل مكة من المشركين وغيرهم: لقد أهلكت الحمى ـ حمى يثرب ـ أهلكت محمدًا وأصحابه فأمر الصحابة أن يضطبعوا أي يظهروا ساعدهم الأيمن، وأن يرملوا في أشواط الطواف الثلاثة الأولى؛ حتى يقذفوا الرعب والرهبة في قلوب المشركين، فلما رأوا النبي وأصحابه ـ وقد قدموا من سفر شاق وطويل ـ يرملون ويظهرون أكتافهم، وقد منَّ الله عليهم بقوة جسدية، أرهبهم ذلك وأفزعهم؛ لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسـلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير))
6- والإرهاب الشرعي يشمل إرهاب المرجفين والمنافقين والعلمانيين والعصاة وذلك بإقامة الحدود، وإقامة شرع الله، لذلك أمر الله عز وجل أن تقام الحدود وأن يشهدها الناس، وأن تنفذ علانية حتى تقع الرهبة وينزل الرعب في قلوب العصاة والمنافقين، ومن تسول له نفسه تعدي حدود الله عز وجل، {وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} وهذا الإرهاب ليس فيه ظلم وعدوان على أحد، إنما هو لإعلاء كلمة الله عز وجل ونشر هذا الدين؛ ليبلغ ما بلغ الليل والنهار.
7- وأما الإرهاب الذي يستخدم في وسائل الإعلام ويردده الناس، فإنهم يقذفون به أصولاً ثابتة، ويهاجمون به ثوابت تدور على محاور خمسة، فهذه الكلمة إذا استخدمت فإنها تدور ـ إشارة وتلميحًا بل وتصريحًا ـ حول محاور خمسة:
أولها: الجهاد في سبيل الله، فالجهاد ذروة سنام الإسلام، الجهاد سواء كان جهاد دفع ومدافعة عن أراضي الإسلام والمسلمين كما هو الحال في العراق وسوريا وفلسطين وكشمير والفلبين وبلاد الأفغان، أو جهاد تبليغ ونشر لدين الله عز وجل، هو قمة الإرهاب عند أعداء الله عز وجل، والمجاهد الذي لم يركن لمال ولا لدنيا يصيبها، وإنما خرج يريد الشهادة أو النصر المؤزر ويرجع بالغنيمة هو إرهابي عند أعداء الله عز وجل، فينبغي أن يتفطن لهذا، وألا يردد المؤمن كلمة قد يكتب الله له بها السخط إلى يوم القيامة، وهو لا يشعر. فالجهاد معاشر المؤمنين جزء من ديننا لا يتجزأ، والإرهاب يستخدم للغمز واللمز بل والطعن صراحة في هذا الركن العظيم، وهذه الشعيرة المباركة.
وتستخدم هذه الكلمة أيضًا ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ في التقليل من شأن المحور الثاني وهو المطالبة بتحكيم شرع الله، فكما لا يخفى عليكم فإن شرع الله عز وجل معطَّل في كثير من بقاع الدنيا، فإذا قامت عصابة مؤمنة، لا تخشى إلا الله عز وجل، تطالب بتطبيق شرع الله وإحلاله مكان القوانين الوضعية امتثالاً لأمر الله {إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} سموا إرهابيين، وقذفوا بألفاظ بذيئة تدل على أنهم يريدون إحلال الفساد في الأرض، وهذا من أبرز معاني الإرهاب عند من يستخدمه من أعداء الله عز وجل.
ومن معاني الإرهاب عندهم معنىً يغمز في المحور الثالث، وهو التمسك بشعائر هذا الدين، فمن أظهر شعائر الدين وتمسك بها، فهو إرهابي عندهم، والإرهاب يعني عندهم أن نطبق هذه الأمور وأن ندعو إليها، كالحجاب، الحجاب مثلاً دعوة إرهابية، وكلكم سمع وقرأ في أكثر من مناسبة كم من جامعة تقوم ولا تقعد، وحكومات تثور على فتاة تلبس الحجاب، أو تذهب إلى جامعة أو مدرسة وهي محجبة، يثورون عليها ويجعلون هذا من الإرهاب. وكذلك التمسك بسنة النبي صلوات ربي وسلامه عليه الظاهرة كإعفاء اللحى ولباس الثياب، والتأسي به في سننه الظاهرة، تعد ضربًا من الإرهاب عند أعداء الله عز وجل. إذن هم يشيرون بهذه الكلمة إلى التمسك بشعائر الدين الظاهرة، والدين عندهم علاقة بينك وبين ربك لا تظهرها ولا تطلع الناس عليها؛ لذا، يعتبرون أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد، كما في بعض أقطار الدنيا، جريمة وعلامة على التطرف والإرهاب؟!
ومن معاني الإرهاب عندهم ما يغمز في أصل رابع هامٍ، وهو من أصول ديننا وعقيدتنا، وهو الولاء والبراء، فالذي يطالب بموالاة المؤمنين أيا كانوا عربًا أو عجمًا؛ فالمؤمن العربي والمؤمن الأعجمي لا فرق بينهما عندنا، بل إن الأعجمي المؤمن خير من العربي الفاسق فضلاً عن العربي الكافر المرتد عن دين الله، فالمناداة بهذا الأصل العظيم، وأن يعلم الناس أن ولاءهم للمؤمنين، وعداءهم يكون للكافرين أعداء الله عز وجل، وأننا نحب من أحب الله، ونبغض من أبغض الله، وأن المسلم دمه معصوم، ودمه أشرف من دم الكافر، وأنه لا يقتل مسلم بكافر، وغير ذلك من أصول الولاء والبراء، تعد عندهم إرهابًا.
نعم معاشر المؤمنين، لا بد من إحياء عقيدة الولاء والبراء، وأن المسلم المؤمن أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، وأن الكافر عدو لله عز وجل لذلك قال ربنا: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فنحن لا نعاديهم لأمور شخصية، وإنما نعاديهم لأنهم كفروا بالله ورسله، وكفروا برسل الله جميعًا، كذبوهم وآذوهم بل وقتلوهم؛ فلذلك نعاديهم، وهذا وجه معاداتنا لهم.
وأما المحور الخامس الذي يغمز به أصحاب هذا المصطلح المحدث دين الله وشرعه هو إزالة كل آثار الجاهلية ومحوها؛ فإن دعوة الرسل إنما قامت على التوحيد وإفراد الله عز وجل بالعبادة، والكفر بالطاغوت، وإزالة وسائل الشرك وأسبابه، فكل آثار الجاهلية من أصنام وأضرحة ومعبودات أُمرنا بإزالتها وتحطيمها، وهذا عندهم إرهاب، فلو قام أناس بتحطيم الأصنام أو هدم القبور والأضرحة المشيدة التي يعبد عندها غير الله عز وجل كان هذا في عرفهم ومصطلحهم إرهاباً وقضاء على السياحة وتدميراً للاقتصاد وإنكاراً للحضارات!! فانظر كيف جعلوا أصول الدين، وأصول التوحيد إرهاباً وتخلفاً؟! ورحم الله الفاروق لما بلغه أن الحجاج حينما يأتون مكة يقفون عند الشجرة، وما أدراكم ما الشجرة؟ تمت تحتها أشرف بيعة، وأفضل وأشرف ميثاق عرفته البشرية، عاهدوا الله عز وجل وبايعوه وبايعوا نبيه صلى الله عليه وسـلم على الجهاد في سبيل الله، فرضي الله عنهم وأصبحت تلك الفئة التي بايعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم في ذلك الموضع أفضل خلق الله بعد أهل بدر، ومع ذلك لما علم عمر رضي الله عنه أنَّ الناس يمرون عند الشجرة ويتخذونها للتبرك وتذكر تلك البيعة أمر بقطعها من جذورها؛ حتى لا يعلم أحد بموضعها بعد ذلك، فإذا كان هذا حال شجرة استظل بها النبي صلى الله عليه وسـلم وأصحابه وخشي عمر أن تتخذ مزارًا ثم تعبد من دون الله، فكيف بالأصنام والآلهة التي تعبد ويسجد لها وينذر لها ويذبح لها؟! لا شك أن إزالتها وتحطيمها أولى وآكد.
فهذه الأصول وهذه المحاور هي المرادة بالإرهاب عند من يستخدم هذه الكلمة دون أن يعرف معناها.
الفروق بين المقاومة المشروعة والإرهاب الممنوع
المقاومة المشروعة مراد بها ما يسميه فقهاؤنا جهاد الدفع، وهو ما يدفع به المسلمون عن دينهم وديارهم وأموالهم وذراريهم، ضد من بدأهم بالظلم والعدوان، من جنس ما يقوم به إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان اليوم وما قام به المسلمون في الجزائر والسودان وغيرها من بلاد الله على أيام ما سمي بالاستعمار، وهو مشروع بالإجماع؛ لقوله تعالى )كتب عليكم القتال( وقوله تعالى )أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير( إلى غير ذلك من الآيات، ولفعله e وأمره به، لكن بين هذا الجهاد المشروع والإرهاب الممنوع فروق معتبرة يراها كل من نوَّر الله بصيرته، وهي:
من حيث الوسائل
① المقاومة المشروعة تحكمها مبادئ الإسلام في الجهاد في عدم قتل المدنيين وهم من لم ينصب نفسه للقتال، وكذا النساء والصبيان الذين لا يقاتلون ولا يعينون على القتال بنفس أو رأي؛ فقد نهى النبي e عن قتل النساء والصبيان. وقال عمر بن الخطاب t {اتقوا الله في الفلاحين الذين لا ينصبون لكم الحرب} وقال الإمام أحمد رحمه الله: {من أطبق بابه على نفسه ولم يُقاتل؛ لم يُقْتل} والإرهاب الممنوع لا يفرق بين محارب وذمي ومعاهد ولا بين شيخ كبير وامرأة عجوز وطفل صغير، بل ولا بين مؤمن وكافر، فسهامه طائشة وشره مستطير وضرره متعدٍّ.
② المقاومة المشروعة تنزل على أقوال أهل العلم وتستنير بآرائهم وترجع إلى فتاواهم في كل نازلة، فهم المقدَّمون عندهم الموثوقون لديهم؛ عملاً بقوله تعالى )وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم( وأهل الإرهاب الممنوع ليس للعلماء عندهم قيمة بل هم متهمون مجروحون أحلاس سلطة وطلاب دنيا
③ المقاومة المشروعة حانية على المسلمين عطوفة عليهم ساعية في سوق الخير لهم، والإرهاب الممنوع بعكس ذلك قلوب أهله على المسلمين قاسية وأيديهم بالأذى للمسلمين مبسوطة
④ المقاومة المشروعة وسائلها مشروعة تبحث عن حكم الله فيها قبل استعمالها، أما الإرهاب الممنوع فالغاية عند أهله تبرر الوسيلة، فلا يبالون إن كانت الوسيلة مشروعة أو ممنوعة، وهم في ذلك تبع لعصابات تبيح احتجاز النساء والأطفال بل وقتلهم أحياناً
⑤ المقاومة المشروعة تستعمل ميزان المصالح والمفاسد بمفهومه الشرعي، فتسعى في تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، أما الإرهاب الممنوع فميزان المصالح والمفاسد مستعمل بمفهوم نفعي، وهو عندهم مختل لأن الوزانين في الغالب ليسوا من أهل الشرع
⑥ المقاومة الشرعية تستعمل الرخصة الشرعية في حدودها ولا تتجاوزها، والإرهاب الممنوع يجعل الرخصة هي الأصل ويستعملها بحاجة وغير حاجة
من حيث النتائج
① المقاومة المشروعة مصلحتها راجحة في إرهاب أعداء الله المعتدين وكسر شوكتهم وكف أذاهم عن المسلمين، مع تقوية قلوب المسلمين وزرع الأمل في نفوسهم، والإرهاب الممنوع مفسدته ظاهرة في تقوية أعداء الله على باطلهم في تشويه صورة المسلمين وتسليط أنواع الأذى عليهم وتنفير الناس من دينهم، وإشاعة قالة السوء عنهم
② المقاومة المشروعة فيها تحقيق معنى قوله تعالى )قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم( والإرهاب الممنوع ليس فيه شيء من ذلك بل فيه ما هو ضده من إدخال الحسرة على المسلمين بإذهاب ريحهم وتفريق كلمتهم وزرع الشكوك في قلوبهم بما يروجه أعداء الله عن دينهم
③ المقاومة المشروعة مصلحتها راجحة في استرداد كرامة المسلمين وحفظ دينهم وحماية حرماتهم والذود عن حياضهم وإخافة أعدائهم، ولا سبيل لذلك كله إلا بها، والإرهاب الممنوع مفسدته رابية في سَوْق الأذى للمسلمين وتشويه صورتهم وإهدار كرامتهم والتضييق على الدعاة إلى الله منهم
④ المقاومة المشروعة فيها جمع لكلمة المسلمين وتوحيد لقلوبهم على قضية الجهاد وصد المعتدين، والإرهاب الممنوع يتحول معه المسلمون إلى شيع وأحزاب؛ بين راد ومردود عليه، ويزرع بين الناس فتناً وأحقاداً، ولربما حمل بعضهم على أن يكرهوا كلمة الجهاد نفسها عياذاً بالله تعالى.
⑤ في المقاومة المشروعة تجديد لما وهى من معالم الدين، وإحياء لسنة خير المرسلين في جهاد الكفار والمشركين ودفع أذاهم، وفي الإرهاب الممنوع إحداث في دين الله وإماتة للسنة وصرف لطاقات الناس في غير طائل
⑥ المقاومة المشروعة غايتها أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى بتمكين الدين وسياسة الدنيا به، والإرهاب الممنوع مآله ـ وإن لم يقصد أهله ذلك ـ الصد عن سبيل الله وتنفير الناس من الدخول فيه أو التعرف عليه.
⑦ في المقاومة المشروعة بيان لوجه الإسلام المشرق وهمة المسلمين العلية حين لا يرضون بالذل ولا يقرون بالضيم، بل يغضبون لحرماتهم أن تنتهك ولدين الله أن يهان، فهي خير دعاية لمشروع الإسلام الكبير، أما الإرهاب الممنوع فهو أسوأ دعاية للإسلام حين يصورون المسلمين وكأنهم جماعات ممن يقطعون الطريق ويخيفون السبيل، ولا حيلة لهم إلا بالاعتداء على الضعفاء والمسالمين.
القرار المصري الأخير
فإن طاغوت مصر بعد ما بدَّل دين الناس ودعا إلى مراجعة نصوص الشرع وأظهر في الأرض الفساد، ومارس الإرهاب قولاً وفعلاً فقتل العزل والآمنين، ولم يفرق بين شيخ وشاب ولا رجل وامرأة، وفعل ما لم يفعله اليهود من تحريق الجثث وتغليق المساجد وممارسة الفساد، عرج على أهل الجهاد في فلسطين تمثلهم حماس فأوعز إلى قضائه الظالم المسيس بتصنيف حماس وكتائب القسام على أنها منظمات إرهابية؛ لمَ؟ لأنها تقاتل أسياده اليهود الذين بوأوه هذا المنصب وسكتوا عن جرائمه الوحشية
حماس التي لم تطلق رصاصة واحدة خارج أرض فلسطين، حماس التي مرغت أنوف اليهود في الوحل وقضت على أساطيرهم التي زرعوها في قلوب الناس، حماس التي رفعت رؤوس المسلمين عالية والتي نابت عن الأمة كلها في القيام بالجهاد على أرض الرباط أرض فلسطين، حماس التي رفعت راية الجهاد عالية وأعادت إلى قضية فلسطين بعدها الإسلامي بعدما غاب عنها زماناً طويلا