خطب الجمعة

أسباب النصر في قصة داوود وجالوت

خطبة يوم الجمعة 9/4/1433 الموافق 2/3/2012

خطبة يوم الجمعة 9/4/1433 الموافق 2/3/2012

مناسبة هذه الآيات لما قبلها ـ كما قال أبو حيان رحمه الله تعالى ـ أنه متى ما ذكر الله أحكاماً تكليفية فإنه يعقبها بذكر قصة، على سبيل الاعتبار للسامع ليكون ذلك أدعى للامتثال والانقياد؛ وقيل: لما بيَّن الله حكم النكاح ذكر حكم القتال؛ لأن النكاح تحصين للدين، والقتال تحصين للدين والروح والمال؛ وقيل: لما ختم آيات الطلاق بقوله )كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون( ذكر هذه القصة لأنها من آياته العظيمة.ا.هــــ

القوم الذين حكى الله خبرهم في قوله )ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت( قيل: قوم كتب الله عليهم الجهاد ففروا؛ وقيل: وقع بهم الوباء ففروا

وهم ألوف: ذكر الألوف تنبيه على أن الكثرة وإن كانت نافعة في الأمور الدنيوية؛ فليست بمغنية في الأمور الإلهية

حذر الموت: خوفاً من الموت بالوباء أخذاً بظاهر الآية، أو خوفاً من الموت في الجهاد في سبيل الله ومدافعة العدو؛ استدلالاً بقوله تعالى بعدها )وقاتلوا في سبيل الله(

من بعد موسى: بعد موت موسى عليه السلام قام فيهم يوشع بن نون يحكم فيهم بالتوراة، ثم لما مات اضطرب أمرهم حتى عبدوا الأوثان؛ فبعث الله إليهم إلياس ثم من بعده اليسع؛ ثم ظهرت فيهم الأحداث وغلب عليهم العمالقة قوم جالوت الذين كانوا سكان ساحل بحر الروم بين مصر وفلسطين

إذ قالوا لنبي لهم: هذا النبي هو شمويل؛ أو شمعون، أو يوشع بن نون، قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: وتنكير نبي إشارة إلى أن المقصود ليس شخصه، وإنما حال قومه معه، فلا حاجة إلى تعيينه، وهذا دأب القرآن دائماً في قصصه

ابعث لنا ملكاً: أنهض لنا من نقاتل معه، وكان قوام أمر بني إسرائيل مع الملوك، ويسير النبي مع الملك مسدداً له ومرشدا

إلا قليلاً منهم: لم تبيِّن الآية عددهم، وصح في الحديث أنهم كعدة أصحاب بدر

طالوت ملكاً: قيل: كان سقاء ماء، وقيل: كان دباغاً، وقيل: كان مكارياً يكري حمرا

التابوت: كان من عود الشمشار، وعليه صفائح الذهب، معروفاً أمره عند بني إسرائيل

فيه سكينة: هي الطمأنينة، ولما كان التابوت سبباً لحصول السكينة جعل ظرفاً لها، وهو من المجاز الحسن إذ فيه تشبيه المعاني بالأجرام

وبقية: عصا موسى وهارون وثيابهما، وقيل: رضاض ـ أي فتات ـ من الألواح التي تكسرت حين ألقاها موسى عليه السلام ، وقيل: التوراة والعلم

فصل طالوت بالجنود: انفصل عن مكان إقامته وتجاوزه

مبتليكم بنهر: نهر فلسطين، وقيل: بين الأردن وفلسطين

ومن لم يطعمه: لم يذقه، وطعم كل شيء ذوقه، وقد قال صلى الله عليه وسلم في زمزم {طعام طعم} وقالت عائشة رضي الله عنها: وما لنا من طعام إلا الأسودان. والمنع من الطعم أشق من المنع من الشرب؛ لأن عدم الطعم مستلزم لعدم الشرب ولا عكس؛ إذ لو جعله في فمه تحصل له راحة ولو لم يشربه

إلا من اغترف غرفة: أي دون كروع منه

من عوامل النصر العامة في القصة

  • الحرص على صلاح النية، ولا ينافي ذلك أن يكون القتال رداً للظلم ودفعاً للاعتداء {قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} قال القشيري: أظهروا التصلب والتجلد في القتال ذباً عن أموالهم ومنازلهم؛ فلذلك لم يتم قصدهم لأنه لم يخلص لحق الله عزمهم، ولو أنهم قالوا: وما لنا ألا تقاتل في سبيل الله وقد أمرنا وأوجب علينا لعلهم وفقوا لإتمام ما قصدوا
  • أن الإنسان قد يظن أنه يستطيع الصبر على ترك المحظور، أو القيام بالمأمور؛ فإذا ابتُلي نكص؛ لقوله تعالى {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم} مع أنهم كانوا في الأول متشجعين على القتال. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية؛ فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف} وقوله صلى الله عليه وسلم {من سمع بالدجال فلينأ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات} ويشبه هذا أن بعض الناس ينذرون النذر وهم يظنون أنهم يوفون به؛ ثم لا يوفون به، كما في قوله تعالى )ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين + فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون(
  • أن اجتماع أهل الكلمة والحل والعقد وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به، أكبر سبب لارتقائهم وحصول مقصودهم، كما وقع لهؤلاء الملأ حين راجعوا نبيهم في تعيين ملك تجتمع به كلمتهم ويلم متفرقهم، وتحصل له الطاعة منهم
  • أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحاً وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب.
  • أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر، فالأول كما في قولهم لنبيهم )وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا( فكأنه نتيجة ذلك أنه لما كتب عليهم القتال تولوا، والثاني في قوله )ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله(
  • أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان، وأنه لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز.
  • أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها
  • العزم على القتال والجهاد غير حقيقته؛ فقد يعزم عليه الإنسان ولكن عند حضوره تنحل عزيمته، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم {أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد} ويشبه هذا قوله صلى الله عليه وسلم {وأسألك الرضا بعد القضا} لأن الرضا بعد وقوع القضاء المكروه على النفس هو الرضا الحقيقي

من عوامل النصر التي تتعلق بالقيادة

  • من عوامل النصر أن يقدَّم للقيادة من كان أشجع قلباً وأكثر علماً مستمتعاً بقوة البدن وسداد الرأي )إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم( قيل: المراد العلم بالشرائع، وقيل: العلم بالحرب، وبسطة الجسم كناية عن الشجاعة والإقدام وقهر الأعداء. قال القائل: تبيَّن لي أن القماءة ذلة وأن أعزاء الرجال طيالها،

وقالت الخنساء: رفيع العماد طويل النجاد ساد عشيرته أمردا، وكان رسول الله r إذا ماشى الطوال طالهم. الرأي قبل شجاعة الشجعان. هو أول وهي المحل الثاني

  • الإمامة ليست وراثة؛ فإن اعتراضهم كان منصباً على أن طالوت ليس من بيت الملك وهم سبط يهوذا الذين كان منهم داود وسليمان، وليس من بيت النبوة وهم سبط لاوي الذين كان منهم موسى وهارون؛ فبين سبحانه أن الملك ملكه يؤتيه من يشاء، وأن استحقاق الإمامة يكون بالجدارة لا بالنسب
  • أنه ينبغي للقائد أن يتفقد جنوده؛ لقوله تعالى )فصل طالوت بالجنود( أي مشى بهم، وتدبر أحوالهم، ورتبهم.
  • أنه يجب على القائد أن يمنع من لا يصلح للحرب سواء كان مخذِّلاً، أو مرجفاً، أو ملحداً؛ لقوله تعالى )فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده(؛ والفرق بين المخذِّل، والمرجف، أن المخذِّل هو الذي يخذل الجيش، ويقول: ما أنتم بمنتصرين؛ والمرجف هو الذي يخوف من العدو، فيقول: العدو أكثر عدداً، وأقوى استعداداً… وما أشبه ذلك.
  • أن من الحكمة اختبار الجند؛ ليظهر من هو أهل للقتال، ومن ليس بأهل؛ ويشبه هذا ما يصنع اليوم، ويسمى بالمناورات الحربية؛ فإنها عبارة عن تدريب، واختبار للجند، والسلاح: كيف ينفذون الخطة التي تعلَّموها؛ فيجب أن نختبر قدرة الجند على التحمل، والثبات، والطاعة؛ والأساليب الحربية مأخوذة من هذا؛ ولكنها متطورة حسب الزمان.
  • أنه ينبغي للأمير أن يتفقد الجيش؛ فيمنع من لا يصلح للقتال من رجال وخيل وركاب؛ لضعفه أو ضعف صبره أو لتخذيله، أو خوف الضرر بصحبته
  • أنه ينبغي عند حضور القتال تقوية المجاهدين وتشجيعهم وحثهم على القوة الإيمانية والاتكال الكامل على الله والاعتماد عليه
  • تربية الناس على الإيمان بالقدر وأن الفرار من الموت لا ينجي مما قدَّره الله U )ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم( ومثلها )قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلا( ومثلها )الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين( ومثلها )وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم( ومثلها )وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا + أينما تكونوا يدككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة( ومثل هذا المعنى في قول زهير: رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يُعمَّر فيهرم، وقول المتنبي: إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تكون جبانا، وقول الآخر الذي أجاد: في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة والمرء في الجبن لا ينجو من القدر. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وروينا عن أمير الجيوش ومقدَّم العساكر وحامي حوزة الإسلام وسيف الله المسلول على أعدائه أبي سليمان خالد بن الوليد t أنه قال وهو في سياق الموت: لقد شهدت كذا وكذا موقفاً، وما من عضو من أعضائي إلا وفيه رمية أو طعنة أو ضربة وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير!! فلا نامت أعين الجبناء؛ يعني t أنه يتألم لكونه ما مات قتيلاً في الحرب ويتأسف على ذلك ويتألم أن يموت على فراشه.
  • التفاهم بين القائد والجنود والاستيثاق للأمر والدخول فيه على قلب واحد؛ )قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا( ومثاله ما فعله النبي r يوم بدر حين قال: أشيروا عليَّ أيها الناس!
  • لا بد من تصحيح النية وإخلاص القصد )وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله( قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: يحرم على الإنسان أن يقاتل حمية، أو أن يقاتل شجاعة، أو أن يقاتل رياء؛ لأن إيجاب الإخلاص في القتال يقتضي تحريم القتال لغير ذلك؛ اللهم إلا أن يكون دفعاً عن النفس فهو مباح، بل قد يجب؛ فإن قيل: لو قاتل دفاعاً عن وطنه لأنه بلد إسلامي؛ فيقاتل دفاعاً عنه لهذا الغرض؛ فهل يكون قتالاً في سبيل الله؟ فالجواب: نعم؛ لأن نيته أن لا يفرق بين وطنه وغيره إذا كان ذلك لحماية الإسلام.
  • شجاعة داود – عليه الصلاة والسلام -، حيث قتل جالوت حين برز لهم؛ والشجاعة عند المبارزة لها أهمية عظيمة؛ لأنه إذا قُتِل المبارِز أمام جنده فلا شك أنه سيجعل في قلوبهم الوهن، والرعب؛ ويجوز في هذه الحال أن يخدع الإنسان من بارزه؛ لأن المقام مقام حرب؛ وكل منهما يريد أن يقتل صاحبه؛ فلا حرج أن يخدعه؛ ويُذكر أن عمرو بن ودّ لما خرج لمبارزة علي بن أبي طالب صاح به عليّ، وقال: «ما خرجت لأبارز رجلين»؛ فظن عمرو أن أحداً قد لحقه، فالتفت، فضربه علي؛ هذه خدعة؛ ولكنها جائزة؛ لأن المقام مقام حرب؛ هو يريد أن يقتله بكل وسيلة.
  • أن العلم والرأي ـ مع القوة المنفذة ـ بهما كمال الولايات، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها

من عوامل النصر التي تتعلق بالجنود

  • الحذر من الترف والتنعم؛ قال سبحانه )تولوا إلا قليلاً منهم( هذا شأن المترف المنعَّم أنه متى ما كان متلبساً بالنعمة قوي عزمه وأنف؛ فإذا ابتلي بشيء من الخطوب كع وذل
  • الوعيد الشديد لمن أعرض عن القتال بعد أن وجب عليه؛ قال سبحانه )والله عليم بالظالمين( فالتولي ظلم، وقد قال سبحانه )إذا لقيتم الذين كفروا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير( ومثله قوله r {إذا تبايعتم بالعينة وتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم}
  • التعنت وعصيان أمر الله والحياد عن الطاعة سبيل المنهزمين؛ فبعد أن قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً )قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه( وقد حذر النبي r من ذلك حين طعن بعض الناس في إمارة أسامة t، وقد دل ذلك على أنه مركوز في الطباع عدم تقديم المفضول على الفاضل، واستحقار من لم يكن موسعاً عليه
  • تثبيت الله لعباده المؤمنين بما شاء من الآيات )فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة(
  • الطاعة في القليل مؤذنة بالطاعة في الكثير، ومن غلبت عليه شهوته كان بالعصيان في الشدائد أحرى )فمن شرب منه فليس مني ومن لم يشربه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده(
  • أن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده إما بفوات محبوب؛ أو حصول مكروه؛ ليعلم سبحانه وتعالى صبرهم؛ ولهذا نظائر؛ منها ما قصه سبحانه عن بني إسرائيل حين حرم عليهم صيد الحوت في يوم السبت؛ فكانت الحيتان تأتي يوم السبت شُرَّعاً؛ وفي غير يوم السبت لا يرون شيئاً؛ فصنعوا حيلة؛ وهي أنهم وضعوا شباكاً في يوم الجمعة؛ فإذا جاءت الحيتان يوم السبت دخلت في هذا الشباك، ثم نشبت فيه؛ فإذا كان يوم الأحد استخرجوها منه؛ فكان في ذلك حيلة على محارم الله؛ ولهذا انتقم الله منهم؛ ووقع ذلك أيضاً للصحابة y وهم في حال الإحرام: فابتلاهم الله بصيد تناله أيديهم، ورماحهم؛ ولكنهم y امتنعوا عن ذلك؛ وهؤلاء – أعني أصحاب طالوت – ابتلاهم الله I بهذا النهر، وكانوا عطاشاً، فقال لهم نبيهم )فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده(
  • لا يصبر على الجهاد إلا القليل )فشربوا منه إلا قليلاً منهم( شرب الكفار شرب الهيم وشرب العاصون دون ذلك؛ أما المؤمنون فبعضهم لم يشرب قط، وبعضهم اغترف غرفة بيده
  • ما أسرع الجبن إلى نفوس الناس )قالوا لا طاقة اليوم بجالوت وجنوده(
  • اليقين بلقاء الله والرغبة في ثوابه عدة النصر لأولياء الله الطيبين؛ هذا لو فسر الظن في قوله )يظنون أنهم ملاقو الله( باليقين
  • الرغبة في الشهادة باب عظيم من أبواب النصر والظفر؛ هذا لو فسر قوله )يظنون( على أنه ظن الشهادة، ومن هذا المعنى قوله r {من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه}
  • سلامة المفاهيم وصحة المعتقد )كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله( ما كان يوم حنين
  • استشعار معية الله Y )والله مع الصابرين( ما كان يوم الهجرة
  • الصبر أقوى العدة في لقاء العدو، وقد قيل: إنما النصر صبر ساعة، وفي القرآن )يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون + وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين( ما كان من المسلمين في مؤتة
  • الاستعانة بالدعاء في وقت الملمات )ربنا أفرغ علينا صبرا( ما كان من رسول الله r يوم بدر والأحزاب
  • الإقرار لله تعالى بالعبودية والافتقار إليه )ربنا(
  • تمايز الصفوف واليقين بأنها معركة الإيمان مع الكفر )وانصرنا على القوم الكافرين( قال المفسرون: جاؤوا بالوصف المقتضي خذلان أعدائهم
  • اليقين بأن النصر لا يكون إلا بإذن الله U )فهزموهم بإذن الله(

قرار الجنائية الدولية بالقبض على وزير الدفاع

  1. هل المحكمة الجنائية الدولية تحقق العدالة التي ينشدها الشرع؟ إن الذي يروج لمثل هذا الكلام ويعلن أنه مع العدالة ولو جاءت على يد المحتل الصليبي أو اليهودي واهم مختال مغرور، أو مخادع منافق مأجور، وذلك لأمور لا تخفى على مسلم
  • أن كل مسلم يعلم أن العدالة لا تكون في حكم الطاغوت أبداً، وأن حكم الجاهلية ظلم محض، وضلال بعيد
  • أنها محكمة مسيَّسة محكومة لا حاكمة؛ فغير خاف أن مجلس الأمن الدولي هو الذي يحرِّكها وهو الذي يوقفها؛ فهو قضاء محكوم بحذاء الأمريكان
  • أنه قضاء أعمى يرى القذى في أعين الناس ولا يرى الأخشاب في أعين آخرين؛ والعبارة التي تلوكها الألسن أنه قضاء يكيل بمكيالين
  1. السودان مستهدف ـ لا لأنه أخطأ ـ بل لأنه لا يطيع الأمريكان، ومظاهر ذلك في أمور منها:
  • لأنه يعلن ولاءه لله تعالى ويأبى أن يخضع لقانون الباطل
  • لأنه يتخذ الجهاد طريقاً، ويدعم مقاومة الشعب الفلسطيني
  • لأنه قام بطرد السفير البريطاني عام 1994 في سابقة لم تحدث قريباً من دولة من دول العالم الثالث، وذلك بسبب قيام السفير بتيسير دخول أسقف كانتبري إلى مناطق محتلة من المتمردين في الجنوب دون علم الحكومة، وكذلك طرد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة
  • لأنه استضاف مجموعة كبيرة من عناصر القاعدة في الفترة من 1991 ـ 1996
  • إعلانه المتكرر عن رغبته الأكيدة في إقامة المشروع الحضاري ـ النهج الإسلامي ـ وسعيه لتجييش الشعب لبلوغ هذه الغاية وتربية قطاعات عريضة من الشباب على مفاهيم جهادية، بل إعلانه الجهاد مراراً، وآخرها عقيب التلويح بالتدخل الأجنبي في دارفور
  • ما قام به من خطوات في سبيل حصول نوع من الاستقلال الاقتصادي العسكري عن المنظومة الدولية الاستعمارية؛ حيث استخرج البترول واستغله بتعاون صيني ماليزي بعيد عن الهيمنة الأمريكية، كما أنشأ عدداً من قطاعات التصنيع الحربي
  1. ما أكثر الجزارين في عالمنا لكنهم لا يلاحقون لكونهم كفاراً أصليين، أو لأنهم يلعقون حذاء الأمريكي الغاصب، وإلا حق لنا أن نسأل أين هذه المحكمة وأين دعيها مما فعله الروس بالمسلمين في الشيشان؟ وأين هم مما فعله الجيش الأثيوبي الصليبي بالمسلمين في الصومال؟ نسأل عن ذلك لأن هذه المحكمة لا تجرؤ على مساءلة الأمريكان ولا اليهود عما فعلوه في فلسطين والعراق وأفغانستان
  2. إن الغرب المنافق يظهر التفجع لطرد المنظمات المشبوهة، والتي كان القبول بدخولها إلى البلاد خطأ محضاً، ويذرفون دموع التماسيح بزعم أن ناساً من النازحين معرضون لخطر الجوع!! أين كان هؤلاء المفجوعون الموجوعون حين طردت المنظمات الإسلامية من كوسوفا والبوسنة وغيرها من بلاد الله ـ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ـ مما أدى إلى تشرد ناس وموت آخرين
  3. إن عداوة القوم لهذه البلاد ـ التي أعلنت ولاءها لله تعالى ـ ليس وليد أزمة دارفور كما يراد لنا أن نفهم، وإلا فأين كانت أزمة دارفور حين أدرج السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ ومتى فرضت العقوبات الاقتصادية؟ ومتى قصف مصنع الشفا؟ ومتى دعمت حركة التمرد في الجنوب؟ كل ذلك كان قبل أن يكون في دارفور أزمة أصلا!! لكنهم كذابون منافقون
  4. من أغراضهم الخبيثة في استصدار مثل هذا القرار
  • الإساءة إلى المسلمين وإذلالهم
  • تخويف سائر الحكام من محاولة الاستقلال بالقرار ومحاولة استئناس حكام المسلمين
  • تشجيع حركات التمرد للتمادي في غيها سعياً لتفكيك البلاد
  • تهديد سيادة البلاد بتهديد قيادتها
  1. ولا زال الأمل معقوداً على إنجاز جملة من المصالح التي ينبغي أن يسعى الجميع في تحصيلها، ومن ذلك:
  • تسريع الوصول إلى اتفاقية سلام تحقن دماء المسلمين في دار فور، رغم قناعة الجميع بأن المتمردين الذين يحملون السلاح لا يمثلون أهل دار فور، بل يمثلون أنفسهم ومن يأتمرون بأمره من دهاقنة السياسة العالمية
  • كفكفة آثار الاحتراب والاختلاف في غرب السودان؛ بإعطاء أهله ما يؤمِّلون في حدود الممكن، لقطع الطريق على أسباب التدخل الأجنبي
  • أن يكون موقف الحكومة واضحاً لا لبس فيه في رفض التدخل الأجنبي، مع بيان أن هذا الذي يراد للبلاد إنما هو احتلال صارخ واستعمار مقنع، حيث تسيطر قوة أجنبية كافرة على بلاد المسلمين لتحكمها مباشرة ـ كما حدث في فلسطين ـ أو عن طريق صنائعها وعملائها ـ كما هو في العراق وأفغانستان ـ ولا يلغي هذا الوصف صدور قرار من الأمم المتحدة، وإلا لكان الحادث في فلسطين لا يسمى احتلالاً لكونه صادراً عن الأمم المتحدة فيما عرف بقرار التقسيم، والمبادرة إلى إعلان الجهاد وتعبئة الشباب ورفع الروح المعنوية، وذلك من خلال إجراءات مرتبة لا فورة سريعة تتمثل في مظاهرات ومسيرات سرعان ما تخبو جذوتها ولا يتحقق الغرض منها
  • السعي إلى توضيح القضية للشعوب المسلمة في طرح قوي نتجاوز به القيادات التي لا تصنع شيئاً، ولعل تجربة إخواننا في حماس مثال جيد لحصول دعم شعبي يتجاوز الأطر الرسمية التي تأتمر بإرادة الشرعية الدولية كما يسمونها
  • العمل على تقوية الجبهة الداخلية من خلال رفع المظالم والسعي إلى جمع الكلمة ووحدة الصف عن طريق إحياء مشروع أهل القبلة؛ عملاً بقوله تعالى )واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا( وحذراً من العقوبة القدرية )ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم( وليسع في ذلك أهل العلم والدعاة إلى الله ومشايخ الجماعات والطرق
  • أن يسعى المربون وأهل التوجيه إلى العمل على إعادة الثقة للناس، وبأنهم قادرون على العمل لو أرادوا، وأنهم ليسوا نعاجاً يذبحون متى ما أراد عدوهم ذلك، بل عليهم أن يستعيدوا شعورهم بذاتهم، وليتذكروا ما قام به الأسلاف في عهد قريب ـ على أيام الثورة المهدية ـ حين قتلوا واحداً من أعظم قادة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ومرَّغوا أنوف الصليبيين في التراب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى