1/ أين محمدكم؟! دعوه ينصركم: مرِض صلاح الدين الايوبي قبل موقعة حِطّينَ بسنتين مرضًا شديدًا حتى أشار عليه الأطبَّاء بأن يوصي، فحلف بالله لئن شفاه الله ليَصْرِفَنَّ هِمَّتَهُ كُلَّها إلى قتال الإفرنج، وليجعلنّ أكبر هَمّه فتح بيت المقدس، وَلَوْ صرف في سبيل الله جميع ما يملك من الأموال والذخائر. كما حلف أن يقتل الملك أرناط ملك الكرك بيده؛ لأنه نقض العهد، وتنقص الرسول، واعتدى على قافلةٍ لِلمسلمين، فأخذ أموالهم، وضرب رقابهم وهو يقول: أين محمدكم؟! دعوه ينصركم
2/ أحداث ما قبل اﻹسراء: حصار المسلمين في شعب أبي طالب. ظلم ذوي القربى للنبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه. وفاة زوجته عليه السلام وأبي طالب بما يمثل خسارة السند الداخلي والخارجي للدعوة. رفض أهل الطائف للدعوة وضربهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة، بما يمثل انغلاق أبواب الأرض في وجه الدعوة، ولجوء النبي للدعاء الشهير: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس). أغلقت أبواب الأرض، فانفتحت أبواب السماء لسيد الأنبياء والأصفياء.
3/ وقائع الإسراء من مكة للأقصى. مجيء جبريل ومعه البراق. (قدرة الله في الخلق حيث البراق يضع حافره حيث ينتهي نظره). لقاؤه الأنبياء في الأقصى وإمامته لهم في الصلاة. (قيادة البشرية وختم الرساﻻت) اختياره إناء اللبن وتركه الخمرة والماء (اختيار الفطرة). ربطه دابته في نفس المكان الذي ربط الأنبياء قبلهم دوابهم فيه (منهجية واحدة حتى في الأمور الشكلية).
4/ المعراج (دروس وعبر): استئذان جبريل عند كل سماء للدخول: (نظام وانتظام يطبق على الجميع رغم منزلة جبريل الخاصة عند الله). ترحيب ملائكة كل سماء بالنبي صلى الله عليه وسلم وجبريل وكذا ترحيب النبي الساكن فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم. (احترام متبادل بين القيادات، وتعاون ومعرفة قدر كل امرئ، وتواضع فيما بينهم لبعضهم البعض). وهذا من مفاتيح العودة توقير الأمة لكبارها ورحمتها لصغارها. لقاؤه ثلة من الأنبياء، تمثل قصة كل واحد منهم عبرة تدلنا على طريق القدس:
- آدم. (ابو البشر). وعن يمينه أهل الجنة وعن يساره اهل النار. العبرة: (طاعة الله مفتاح العودة).
- يحيى. (الشهيد المذبوح بيد اليهود).
- وعيسى. (ومحاولة اليهود صلبه). العبرة: الشهادة والجهاد في سبيل الله ثمن العودة للقدس وتحرير المقدسات.
- يوسف. الثابت في مواجهة. (ظلم الإخوة، وكيد النساء، وصراع النفس الأمارة بالسوء، وظلم السلطة). وهذا ما يواجهه المخلصون في هذا الزمان. العبرة: صبر أهل فلسطين على ظلم وحصار العرب والغرب لهم. والعاقبة بإذن الله عزة وتمكين وفتح مبين كانتصار يوسف الصديق عليه السلام.
- إدريس. الموصوف في القرآن. العبرة: القدس لن يحررها إﻻ المجاهدون الصادقون أما المتاجرون بقضيتها، ورافعوا شعارات تحريرها لمآرب أخرى فلن تبصر عيونهم القدس أبدا.
- هارون. (المؤازر والداعم لمشروع الحق مع اخيه موسى). قال الله عنه: (سنشد عضدك بأخيك) العبرة: القدس تحتاج لتضافر الجميع ﻻستردادها. وتوحد جهود وطاقات الأمة الإسلامية لتحقيق موعود الله، أما التشرذم والتفرق والتقاتل فلن يزيدنا إلا بعدا عن القدس واستحالة تحريرها. (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
- موسى (رمز المواجهة مع فرعون الطاغية رغم ضعف امكانياته وقلة مناصريه) والعبرة: الصبر الطويل في مقارعة العدو والثقة بالله كثقة؛ موسى عليه السلام يوم مطاردة وملاحقة مشروع الكفر (فرعون) له قائلا: (كلا إن معي ربي سيهدين). ردا على القائلين (إنا لمدركون) وكلمات موسى عليه السلام نحتاجها اليوم في الرد على كل المتخاذلين والمثبطين القائلين: لا طاقة لنا بيهود وترسانتهم الضخمة والدعم الخارجي الهائل لهم.
- إبراهيم. (رمز المهاجر والمضحي بنفسه وعائلته وولده نصرة للدين) العبرة: القدس تهون دونها الأنفس والمال والعيال لنستعيد حريتها.
5/ من مشاهدات النبي ليلة الإسراء والمعراج.
- المجاهدون في سبيل الله: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قومٍ يزرعون في يومٍ ويحصدون في يومٍ، كلَّما حصدوا؛ عاد كما كان، فأخبر جبريل: «هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنات بسبعمئة ضعفٍ، وما أنفقوا من شيءٍ؛ فهو يُخْلَف». رواه البزار.
- خطباء الفتنة: رآهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار. وهؤلاء منهم ساسة، وعلماء السلاطين، وصحافيون، وإعلاميون.
- الذين يمشون بالغيبة: قال صلى الله عليه وسلم: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقال: من هؤلاء يا جبريل، قال: هؤلاء يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) رواه احمد وابو داود.
- مالك خازن النار: ولم يضحك في وجه رسول الله؛ فسأل جبريل لماذا لم يره ضاحكا إليه كغيره؟ فقال: (إن مالكا لم يضحك منذ خلقه الله تعالى، ولو ضحك لأحد لضحك إليك) (سيرة ابن هشام).
- البيت المعمور، وسدرة المنتهى: البيت المعمور كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملك يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدا. (وما يعلم جنود ربك إلا هو). وسدرة المنتهى: شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله، يغشاها فَراشٌ من ذهب، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة، ورآها رسول الله في السماء السابعة.
- الجنة: وهي فوق السماوات السبع فيها ما لا عين رأت ولا أذن سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر مما أعده الله للمسلمين الأتقياء خاصة، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم.
- العرش: وهو أعظم المخلوقات، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله. ووصوله إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ.
6/ هبة الله للأمة (الصلاة) خمس بأجر خمسين، وصلة وصل بين العبد ورب العالمين. مفتاح العودة للقدس عروج أرواحنا دائما إلى السماء عبر صلاتنا، إصلاح علاقتنا وتواصلنا مع الله، شرط أساس لسعادتنا دنيويا وأخرويا والسبيل الوحيد لعزتنا وكرامتنا واسترجاع مقدساتنا وصناعة حضارتنا.
7/ محطات مع القدس وفلسطين.
- هي قضية المسلمين اﻷولى وقبلة المجاهدين، وصراعنا مع اليهود صراع وجود ﻻ صراع حدود.
- لن تحرر القدس إﻻ بنفس المنهج الذي فُتحت به في عهد عمر، وحررت على أساسه في عهد صلاح الدين، وكل المناهج المستوردة من غربية أو قومية أو علمانية لن توصلنا إلى القدس ابدا. وقد جربت اﻷمة هذه المناهج طيلة العقود الماضية فلم تجلب لها إﻻ الخراب والدمار.
- طريق القدس تمر بالعدل ومحاربة الظلم، ومحاكمة الفاسدين وناهبي المال العام، ونصرة المستضعفين، وطاعة الله وعبادته، ﻻ باستباحة أموال وأعراض وبيوت اﻵمنين.
- اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وهم من أبرز أسباب شقاء البشرية في زماننا.
- استعادة القدس تحتاج إلى تضافر وتعاون اﻷمة جمعاء، فدولة الصهاينة مدعومة من الغرب واﻷنظمة العميلة في عالمنا العربي واﻹسلامي، وهذا الواقع يفرض علينا توحيد بندقيتنا تحت راية واحدة وصوﻻً لتحرير مقدساتنا.
- القدس تحررها الشعوب الحرة، لا أنظمة العائلات الحاكمة بالحديد والنار.
- القدس تحرر بدماء الشهداء، ومداد العلماء، وجهود المخلصين، وبكاء الخاشعين، وجهد اﻷمة جمعاء.
- تحرير القدس وعد الله القادم، وقدره المحتوم مهما طال الزمان (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).
- التطبيع مع الصهاينة مثل تحالف الأمراء الخونة من المسلمين سابقا مع الصليبيين ضد بعضهم.
8/ أسبوع القدس العالمي: أطلقت مؤسسات العلماء والهيئات والروابط والعاملون لنصرة القدس وفلسطين، تتقدمهم وزارة الشؤون الدينية في تركيا والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء فلسطين، أسبوع القدس العالمي، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر رجب، من 8 حتى 14 آذار، حيث يتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. واجبنا التفاعل مع هذا الحدث وفعالياته على اختلافها، ماديا ومعنويا وإعلاميا وثقافيا وإلكترونيا كل حسب موقعه وإمكانياته. وهذا من باب الجهاد المفروض على الجميع نصرة للقدس وفلسطين.