خطب الجمعة

الإسراف

خطبة يوم الجمعة 18/3/1417 الموافق 2/8/1996

  1. فإن الإسراف من الأدواء الخطيرة التي ابتلي بها كثير من الناس، تجد الواحد منهم مسرفاً في طعامه وشرابه، وفي نومه وحركته، مسرفاً على نفسه في كلامه وخلوته ومخالطته ورياضته وفي شأنه كله، بينه وبين الاعتدال خصومة، وديننا دين العدل مع النفس ومع الناس، عدل في كل شيء في الطعام والشراب واللباس والكلام والخلوة والخلطة
  2. الآيات الناهية عن الإسراف في كتاب ربنا جل جلاله
  • قوله تعالى ]كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين(
  • وقوله تعالى ]يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين(
  • وقوله تعالى ]والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما( أي عدلاً وسطاً سالماً من عيب الإسراف والتقتير
  1. اختلاف المفسرين في تأويل آية الفرقان ]والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما(
  • قال النحاس: من أنفق في غير طاعة فهو المسرف، ومن أمسك عن طاعة الله فهو المقتر، ومن أنفق في طاعة الله فهو القوام
  • قال عون بن عبد الله: الإسراف أن تنفق مال غيرك
  • قال بعضهم: كفى المرء سرفاً ألا يشتهي شيئاً إلا اشتراه فأكله
  • قال يزيد بن أبي حبيب: أولئك أصحاب محمد  كانوا لا يأكلون طعاماً للتنعم واللذة، ولا يلبسون ثياباً للجمال، ولكن كانوا يريدون من الطعام ما يسد عنهم الجوع، ويقويهم على عبادة ربهم، ومن اللباس ما يستر عوراتهم ويكنهم من الحر والبرد. تفسير القرطبي 13/74
  • وقد قيل في تعريف الإسراف: أن ينفق المال الكثير في العرض الخسيس، وقيل: هو تجاوز الحد في النفقة، وقيل: هو أن يأكل الرجل ما لا يحل له، أو يأكل ما يحل له فوق حد الاعتدال ومقدار الحاجة
  1. الأحاديث الناهية عن الإسراف
  • في مسند أحمد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً {من فقه الرجل قصده في معيشته}
  • وفي مسند البزار من حديث حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً {ما أحسن القصد في الغنى، وما أحسن القصد في الفقر، وما أحسن القصد في العبادة} تفسير ابن كثير 3/280
  • في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه {إن الله جل جلاله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال}
  • في البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما {المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء}
  • في الترمذي وابن ماجه من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه {ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه}
  1. لا خلاف بين العقلاء في أن مسائل الاقتصاد راجعة إلى أصلين هما: اكتساب المال وإنفاقه. أضواء البيان 6/356
  2. يتحتم الاقتصاد في الإنفاق إذا شحت موارد الدولة كما في قصة يوسف عليه السلام
  3. صور الإسراف التي يبغضها الشرع:
  • الإنفاق في معصية الله جل جلاله
  • الإمساك عن طاعة الله جل جلاله
  • الإنفاق من مال غيرك
  • الإنفاق بما يزيد على حد الاعتدال ومقدار الحاجة
  • أن يأكل الإنسان ما لا يحل له

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى