- الإسلام هو الدين الحق الذي رضيه الله لنفسه، واختاره على الدين كله، ولا يقبل الله ديناً سواه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فالخيِّر الموفَّق الطيِّب المسدَّد هو من دان الله به، والخاسر الشقي الضائع الحيران هو من لقي الله على غيره {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} وقد دلت على ذلك نصوص القرآن كقوله تعالى:
- {إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب + فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد}
- {قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون + ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الصالحين}
- الإسلام في القرآن على خمسة أوجه:
- اسم للدين الذي تدين به {إن الدين عند الله الإسلام}
- التوحيد {يحكم بها النبيون الذين أسلموا}
- الإخلاص {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}
- الاستسلام {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرها}
- الإقرار باللسان {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}
- الإسلام العام هو دين الأنبياء جميعاً، وحقيقة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، واتباع لشريعة نبي ذلك الزمان، والدليل على أن الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً:
- {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ^ فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين}
- {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ^ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم}
- {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين}
- {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ^ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ^ ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ^ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إلهاً واحداً ونحن له مسلمون}
- {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا الآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}
- {قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ^ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ^ قالوا إنا إلى ربنا منقلبون ^ وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين}
- {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} ولما خالطت بشاشة الإيمان قلب المرأة الصالحة بلقيس قالت {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}
- {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون}
- {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ^ ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ^ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ^ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
- أما الإسلام الخاص فهو دين آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة الخاتمة والشريعة الناسخة والكتاب المهيمن، الذي بعد بعثته ودعوته لا يسع أحداً سمع بالإسلام المنزل على خير الأنام أن يتدين بغيره، تصديقاً بخبره، وانقياداً لأمره، وتعبداً بشرعه صلى الله عليه وسلم.
- إن من الضلال المبين ما يدعو إليه بعض الناس في أيامنا، وتبرم حوله اتفاقيات من الدعوة إلى (الديانة الإبراهيمية) زعموا!! وإن القرآن يقرع أسماعنا بقول ربنا {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} لكن اليهود وأذنابهم يعرفون ما يصنعون، إنهم يدعون إلى الاندماج والانصهار الديني؛ لأنهم يعلمون يقيناً أن الإسلام هو حائط الصد الأعظم أماما مخططهم الاحتلالي؛ فبالإسلام تحرر بيت المقدس من الاحتلالين المغولي والصليبي، وبالإسلام سيتحرر بإذن الله من الاحتلال اليهودي، الإسلام الذي يعلم أصحابه عقيدة الولاء والبراء، تلك العقيدة التي فرقت بين إبراهيم وأبيه آزر حين قال الخليل عليه السلام لأبيه وقومه {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمن بالله وحده} تلك العقيدة التي فرقت بين نوح وولده {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} إنه الإسلام الذي حرم موادة من يقاتلوننا في الدين ومن يخرجوننا من ديارنا ونهتنا عن موالاتهم، {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ويعلِّم أتباعه عقيدة الجهاد وبذل النفس والنفيس فداء للدين وللمقدسات {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}