خطبة يوم الجمعة 3/10/1440 الموافق 7/6/2019
1/ نعمة الأمن من أعظم النعم، وقد امتنَّ الله بها على عباده في كتابه الكريم، وجعل سلب هذه النعمة جزاء على الكفر والفسوق والعصيان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بأن يرزقه الأمن من روعاته
2/ الحفاظ على هذه النعمة واجب على كل مسلم؛ فبالأمن تحلو الحياة وتنتشر الدعوة، وبالأمن يحصل الأمان والإيمان؛ فإن أمتنا إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت، وبغير الأمن لا أمان ولا استقرار ولا نماء
3/ إن ناساً يتربصون بهذه البلاد سوء ويضمرون لها شراً ويريدون أن يزرعوا فيها فتناً، وهم لا يكفون ليلاً ولا نهارا، وهم أولئك الذين طمعوا في أن يرثوا حكم هذه البلاد عن غير رغبة من أهلها، أرادوا أن يتسوروا بليل على مقدرات البلاد والعباد؛ فلما لم يكن لهم ما أرادوا، جعلوها فتنة تأتي على الأخضر واليابس، ولهم في ذلك وسيلتان: تعكير الأمن عن طريق حركاتهم المسلحة التي ما فتئوا يضعون أيديهم في يدها من زمان بعيد مما ليس خافياً على أحد، ولهم مع القوات النظامية على اختلاف أسمائها ثارات ومرارات، ثم حرب الإشاعات التي يطلقونها هنا وهناك
4/ خطر الإشاعة عظيم؛ فكم هدمت من بيوت، وكم حطمت من نفوس، وكم شردت من أسر، وكم فككت من دول، وكم أوهت من أواصر، وكم مزقت من علاقات
5/ أعداء الله تعالى يستخدمون سلاح الإشاعة من أجل خلخلة الأمن وزعزعة الثقة وخلق ما يريدون من رأي عام، ولذلك يسمونها حرب الإشاعات أو حرب الإرادات أو حرب الأعصاب أو حرب الأفكار أو حرب الدعاية أو الحرب النفسية أو الحرب الأيدلوجية أو الحرب السيكولوجية أو الحرب المعنوية أو الاستعمار النفسي أو غسيل الدماغ وغير ذلك من الأسماء
6/ وقد كان للشائعات خطر عظيم في صدر الإسلام، كالذي كان من إشاعة إسلام أهل مكة بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة، وما كان يوم أحد من إشاعة مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان في حادثة الإفك، ثم ما كان مما أدى إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
7/ الواجب على المسلم في التعامل مع الإشاعة أن يحسن الظن بالمسلمين، وأن يطلب الدليل الخارجي وألا يتحدث بكل ما سمع، وأن يحيل الأمر إلى جهة الاختصاص، وألا يردد ما يقوله المنافقون والمرجفون في المدينة
الخطبة الثانية
قد تردد في الأخبار أن رئيس وزراء أثيوبيا سيحضر اليوم إلى هذه البلاد من أجل الوساطة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وإن كل واسطة يرجى من ورائها استقرار البلاد وأمن العباد لمما ينبغي الترحيب به والثناء على أهله، شريطة ألا يكون الغرض من هذه الوساطة أن نرجع إلى ما كنا فيه من تلك الخديعة الكبرى التي أريد من خلالها الإيهام بأن قوى الحرية والتغيير هي التي تمثل السواد الأعظم من هذا الشعب، بل وساطة تقوم على إشراك الناس جميعاً في هذه المرحلة الانتقالية التي تمهد لانتخابات حرة نزيهة بإشراف إقليمي ودولي