خطب الجمعة

الإنصاف

1ـ قيل في تعريف الإنصاف: هو العدل في المعاملة؛ بأن لا يأخذ من صاحبه من المنافع إلا ما يعطيه، ولا ينيله من المضار إلا كما ينيله. وقيل: هو استيفاء الحقوق لأربابها واستخراجها بالأيدي العادلة والسياسات الفاضلة. قال المناوي رحمه الله: الإنصاف والعدل توأمان نتيجتهما علو الهمة وبراءة الذمة باكتساب الفضائل وتجنب الرذائل

2ـ أنواع الإنصاف أربعة نص عليها أهل العلم

  • أن ينصف المرء نفسه من نفسه؛ إذ كيف ينصف الناس من لا ينصف نفسه؛ بأن لا يدعي لها ما ليس لها، ولا يخبثها بتدنيسه لها، وتصغيره إياها بمعاصي الله عز وجل، بل ينميها ويرفعها بتوحيد الله وطاعته، وحبه وخوفه ورجائه، والتوكل عليه والإنابة إليه، ومعرفة حق ربه عليه، ومعرفة نفسه وما خلقت له، وألا يزاحم بها مالكها وفاطرها
  • أن ينصف المرء خالقه عز وجل؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: طوبى لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه، والظلم في معاملته؛ فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله، وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه؛ فإن قبلها فمنة وصدقة ثانية، وإن ردَّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به؛ لا يرى نفسه مع ربه إلا مسيئاً مقصراً؛ ويرى كل ما يسره من فضل ربه عليه
  • أن ينصف النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالقيام بحقه من الإيمان به ومحبته وطاعته وتوقيره وتبجيله
  • أن ينصف العباد من نفسه؛ حتى لو كان هذا الغير مخالفاً له في الرأي أو الدين أو المذهب أو غير ذلك مما يقتضي التحامل، أو يكون مظنة للجور، وأن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك به

3ـ من الإنصاف في كتاب الله الكريم:

  • قوله تعالى )إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما(
  • قوله تعالى )كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما(
  • قوله تعالى )يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله(
  • قوله تعالى )لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين(

4ـ الإنصاف في السنة المطهرة:

  • لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
  • إخوانكم خولكم؛ جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده ليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم؛ فإن كلفتموهم فأعينوهم
  • مهلاً يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له
  • ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة
  • أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا

5ـ إنصاف الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه رضي الله عنهم لأهل الذمة:

  • من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة
  • من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما
  • لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم أحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك
  • ما كان من عبد الله بن رواحة مع اليهود في خيبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى