1- تشريع الإسلام يكفل للناس – رجالاً ونساء – سعادة الدنيا والآخرة، حين يعملون به ويلتزمون أحكامه ويطبقون تعاليمه ويهتدون بآدابه {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}
2ـ من هدي الإسلام في بناء المجتمعات الحث على تأسيس الأسر وإقامة بنيانها على تقوى من الله ورضوان؛ زوج وزوجة كلاهما يعرف واجباته ومسئولياته، كلاهما يحرص على تقوى الله فيما استرعاه، وهذا الزواج تنتج منه ذرية صالحة تعمر الأرض بطاعة الله؛ إنفاذاً لسنته جلَّ جَلَالـه {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه}
3- اليهود والنصارى فقدوا هذا النظام؛ فالواحد منهم قد يعرف أمه ولا يدري من يكون أباه؟ الرجل قد يخادن المرأة وينجب منها الواحد والاثنين ثم بعد عشر سنوات يفكر هل يرتبط بها أم لا؟ الفتاة إذا بلغت سن الثامنة عشرة من عمرها مسئولة عن نفسها تمارس ما شاءت من علاقات، ولها أن تتخذ ما شاءت من أخدان، الأم تلقى في دار العجزة وقد تنكر لها أولادها، ونسيها أحفادها؛ ولذلك يحسدونكم معشر المسلمين ويعملون على تدمير الأسرة في بلادكم
4- من صور ذلك الحسد السعي في تأخير إنشاء الأسرة؛ وذلك بعدة طرق منها:
- رفع سن الزواج عن طريق القوانين الأممية التي يريدون إلزام الدول كافة بها؛ وقد علمنا من هدي الإسلام الحث على الزواج “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج”
- إقناع الفتاة بأن الدراسة أهم لها من الزواج وإنشاء الأسرة، وقد علم العقلاء كافة أنه لا تعارض بين الزواج والدراسة بل الجمع بينهما ممكن، وكثيرات من فتياتنا حرصن على هذا المبدأ فكان مصيرهن أن فاتهن قطار الزواج وصرن يندبن حظهن ويقرعن سن الندم حيث لا ينفع الندم؛ وصارت العنوسة مشكلة في أكثر بلاد المسلمين، مخالفين الهدي النبوي الكريم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”
- تقبيح صورة الزواج عند الرجال والنساء؛ بحيث ينفر منه الشباب والفتيات ويرونه غلا في الرقبة وقيداً في اليد وحجراً على الحرية، تارة بدعوى أن الزواج تنتج عنه مشاكل لا قبل لهم بها، وتارة بتشجيع العلاقات المحرَّمة بين الشباب والفتيات
- تفتيت الأسرة من الداخل؛ بإيهام الزوجين أن الحياة الزوجية معركة بينهما لا بد فيها من رابح وخاسر؛ فلا بد من انتزاع الحقوق والحرب الشعواء للفوز في صراع مرير يمتد بامتداد الحياة الزوجية؛ بينما الحياة في القرآن سكن ومودة ورحمة {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} فالرجل والمرأة من أصل واحد، والنساء شقائق الرجال، فمن المرأة أيها الرجل؟ أليست أمك وأختك وبنتك وعمتك وخالتك وجدتك؟ فأين المعركة إذن؟ وتبعاً لذلك صار كثير من الرجال لا يتقي الله في المرأة بل يظلمها، وشعاره شعار أهل الجاهلية: ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم، وصار آخرون يتبارون في نفي تهمة الظلم عن أنفسهم بأن يعطوا المرأة كل ما تشتهي سواء كان ذلك موافقاً للشرع أو مخالفاً له، وصار كثيرات من النساء يتعاملن وكأنهن مظلومات
- إسقاط قيمة الرجل بنفي تفضيله {وللرجال عليهن درجة} وجحد القوامة {الرجال قوامون على النساء} بدعوى المساواة بين الجنسين، وقد علم كل عاقل أن دعوى المساواة بين الجنسين ينقضها العقل والشرع والواقع؛ فالقانون الإلهي قاض بأن الجنسين متفاوتان {وليس الذكر كالأنثى} بل لكلٍ مواهبه وخصائصه وتكاليفه وواجباته؛ وعملوا على تأليب المرأة والأولاد عليه فيما يسمى بقوانين حماية المرأة والطفل؛ من أجل أن يدربوا الأطفال على شكوى آبائهم لمجرد أنهم قاموا بتوجيههم أو تأديبهم أو ضربهم‼
- إفساد المرأة بعدة طرق منها: إخراجها من البيت بدعوى أن وجودها في البيت تعطيل لطاقتها وإهدار لمواهبها؛ وصارت المرأة العاملة هي الأجيرة، وزج بها في أعمال تخالط فيها الرجال متزينة متعطرة وهي تتبسم للجميع وتحادث الجميع، وفيهم من في قلبه مرض، وفيهم من لا خلاق له، وفيهم ذئاب لا يؤمَنون على الغنم فضلاً عن البشر؛ ويا عجبا لاختلال موازينهم حيث يجعلون المرأة التي فرغت نفسها لتربية أولادها عاطلة، فإذا جيء للأولاد بمن ترعاهم قيل لها: مربية
- ومن إفسادها تشجيعها على التبرج ومتابعة صيحات الأزياء وأنواع الموضات وإظهار مفاتنها وإبداء زينتها؛ بدعوى أن الحجاب تخلف ورجعية وظلامية، وأنه رمز لعصر الحريم
- عملوا على تضييع شخصية الأولاد بسن قوانين تجعل الولد طفلاً ولو بلغ ثمانية عشر عاماً، لا يتحمل مسئولية ولا يعرف لوجوده قيمة، وقد علمنا ماذا صنع أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم؛ مع إغراقهم في وسائل الترفيه والألعاب وتضييع الأوقات
- هدم قيم الأسرة حتى أصبحت غير موجودة، من ذلك مثلاً عظم حق الرجل على المرأة “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” صار هذا الكلام معيباً عند كثير من الناس بل إنهم ليخجلون من ذكره ويعدونه من سقط المقال، حتى وجد جيل من النساء يكره أن يسمع مثل هذا الحديث، وكذلك قيام الرجل على المرأة بالنفقة عليها وإجابة مطالبها والسعي في قضاء حوائجها وهي في بيتها ملكة، وكذلك بر الوالدين هذه القيمة العظيمة يسعى قانون الطفل إلى هدمها والقضاء عليها بحيث يشعر الولد أنه ند لوالده لا فرق بينه وبينه
5- ما هو العلاج وما الحل؟
أولاً: التمسك بتعاليم الإسلام رجالاً ونساء وأولادا
ثانياً: أن يشعر الرجل بمسئوليته في إقرار هذه التعاليم حين يجعل من نفسه قدوة في القيام بواجباته “فالرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته”
ثالثاً: فضح مخططات هؤلاء اليهود والنصارى وأذنابهم من أجل التحذير منهم والرد عليهم بنصوص الوحيين
رابعاً: اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع ليحمينا الله من شرور هؤلاء