- بر الوالدين: الإحسان إليهما، والعطف عليهما، والرفق بهما، والرعاية لأحوالهما، وعدم الإساءة إليهما، وإكرام صديقهما من بعدهما
- الآيات في بر الوالدين كثيرة منها:
- آيات واردة في صفة الأنبياء، في شأن إبراهيم عليه السلام كيف كان رفيقاً بأبيه الكافر حين دعاه إلى الله تعالى حتى قال له {سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا} فعوَّضه الله في إسماعيل عليه السلام الذي كان باراً مؤدباً تقياً مهذباً حتى في حال مواجهة الموت {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} وفي شأن يحيى عليه السلام {وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصيا} وفي شأن عيسى عليه السلام {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا}
- آيات قرن فيها حق الوالدين بحق الله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا} {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا} {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}
- هي مما تواترت به الشرائع {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا}
- الوصية بهما {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن} {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرها}
- الأحاديث النبوية في بر الوالدين منها:
- برُّ الوالدين مقدَّم على الجهاد في سبيل الله ما لم يتعيَّن؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي؟ قال (بر الوالدين) قلت: ثم أي؟ قال (الجهاد في سبيل الله) رواه الشيخان، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أهل اليمن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (هجرت الشرك ولكنه الجهاد. هل باليمن أبواك؟) قال: نعم. قال (أذنا لك؟) قال: لا. قال (ارجع إلى أبويك فإن فعلا، وإلا فبرَّهما) رواه أبو داود. وعن أنس رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه!! قال (هل بقي من والديك أحد؟) قال: أمي. قال (قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رضيت عنك فاتق الله وبرها) رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط
- حق الأم في البر آكد من حق الأب؛ فعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: من أبر؟ قال (أمك) قلت: ثم من؟ قال (أمك) قلت: ثم من؟ قال (أمك) قلت: ثم من؟ قال (أباك ثم الأقرب فالأقرب) رواه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك
- هذا البر يمتد بعد الممات؛ فعن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من برِّ أبوي شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال (نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما) رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد والحاكم
- الجزاء معجَّل لصاحبه في الدنيا؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بَرُّوا آباءكم تبرَّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفَّ نساؤكم) رواه الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك
- هو سبب لطول العمر؛ فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها} رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
- هذا البر جزاؤه الجنة؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ودخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان!! كذلكم البر، كذلكم البر) وكان أبرَّ الناس بأمه. أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه
- بر الخالة مطلوب؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة؟ قال (هل لك أم؟) قال: لا. قال (هل لك من خالة؟) قال: نعم. قال (فبرها) رواه الترمذي والحاكم
- المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بر الوالدين:
- عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة وأنا غلام شاب؛ فأقبلت امرأة فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فقعدت عليه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته. رواه أبو داود والحاكم وابن حبان
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله؛ فقال (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) رواه مسلم
- من حياة الصحابة رضي الله عنهم في بر الوالدين:
- قال ابن عباس رضي الله عنهما (ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسباً إلا فتح الله له بابين ـ يعني من الجنة ـ وإن كان واحداً فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه) قيل: وإن ظلما؟ قال (وإن ظلما) رواه البخاري في الأدب المفرد
- قال أبو موسى رضي الله عنه: شهد عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً يمانياً يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره يقول: إني لها بعيرها المذلل. إن أذعرت ركابها لم أذعر. ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال (لا ولا بزفرة واحدة) رواه البخاري في الأدب المفرد
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أمه كانت في بيت وهو في آخر؛ فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته. فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته. فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا. رواه البخاري في الأدب المفرد
- أويس القرني رحمه الله منعه من القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بره بأمه فعوضه الله خيراً؛ حتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر v إذا لقيه أن يطلب منه أن يستغفر له!! قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر، إنما أقول الذي أقول) رواه أحمد والطبراني عن أبي أمامة
- من أقوال الشعراء في بر الوالدين:
عليك ببر الوالدين كليهما. وبر ذوي القربى وبر الأباعد
ولا تصحبن إلا تقياً مهذباً…. عفيفاً ذكياً منجزاً للمواعد