خطب الجمعة

بناء المساجد وعمارتها

الجمعة 16/6/1426 الموافق 22/7/2005

1ـ يعتبر المسجد رمز الحياة الإسلامية ومحور اهـتمام المسلمين، ومركز المدينة أو المحلة الإسلامية، وحوله يتجمع نشاط المسلمين بكل مظاهره وصوره، فمنه انبثقت أفكارهم وتطلعاتهم، إليه يعودون بعد ضربهم في الأرض، وخوضهم في كل المجالات اقتصادية أو جهادية أو سياسية، والمسجد تجسيد لأهداف المسلم وغاياته في حياته وهو الطريق لتحقيق هذه الأهداف والغايات فبناؤه يعد أول خطوة من أجل ذلك، وهدمه قضاء على هذه الأهداف والغايات في مهدها ومحاولة قضاء على مجرد التفكير فيها أيضاً.

2ـ ما قام به أعداء الإسلام في سبيل القضاء على المساجد التي تمثل اللبنة الأولى في بناء الوحدة الإسلامية، فعندما سيطرت هذه الشيوعية على الشعوب الإسلامية كانت مساجد المسلمين من أولى أهدافها، فهدمت منها ما يعز على الحصر والذي ضنت به عن الهدم -لجمال هندسته وضخامة بنيانه- حولته إلى متاحف أو معامل أو مرافق، ومنها ما جعلته مخازن للخمور وغيرها من النجاسات زيادة في تحدي المشاعر، وحرَّمت ارتياد هذه المساجد للعبادة، وقضت على ما كان ملحقاً بالكثير منها من مدارس العلم والمؤسسات الخيرية التي أوقفت على مصالح المسلمين، وفي فلسطين لم يعد خافياً ما يقوم به اليهود في سبيل هدم المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وفي الهند قام الهندوس الوثنيون بهدم المسجد البابري وإقامة معبد لصنمهم (راما) في مكانه

3ـ  ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مبدأ هجرته إلى المدينة من بناء المسجد النبوي المبارك ومشاركته في البناء بنفسه عليه الصلاة والسلام حيث كان ينقل الحجارة على كتفه الشريفة؛ ثم ما كان من توسعة المسجد المبارك في عهده الشريف ثم في عهد عمر وعثمان والدولة الأموية وما تتابع عليه الأئمة الصالحون والخلفاء الغيورون من العناية به والقيام على عمارته في مختلف العهود

4ـ النصوص الشرعية الآمرة بعمارة المساجد والاهتمام بأمرها في القرآن والسنة

  • قوله تعالى )إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة(
  • قوله تعالى )ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها(
  • قوله صلى الله عليه وسلم {من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة}

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى