خطب الجمعة

تبديل الدين 2

خطبة الجمعة 28/11/1439 الموافق 10/8/2018

1/ حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ؛ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: (نَعَمْ) فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: (نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ) قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: (قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْتدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ) فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: (نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: (نَعَمْ هم قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ) فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)

2/ المراحل التي مرت بها الدولة الإسلامية، مرحلة النبوة ثم مرحلة الخلافة الراشدة، ثم مرحلة الحكم العاض، ثم مرحلة التغيير الديموجرافي، ثم مرحلة الغزو الخارجي، ثم مرحلة إسقاط الخلافة، ثم مرحلة تبديل الدين

3/ التفاؤل سمة المسلم والدين باقي، وننتظر دخوله بيت كل شعر ومدر

4/ من معالم تبديل الدين في زماننا هذا، وهي بادية للعيان:

  • الهجوم على عقيدة الأمة ومحاولة نشر الإلحاد وتزهيد الناس في الدين
  • الرافضة الذين يمثلون دعوة الخراسانيين، وقد قامت عقائدهم على الطعن في حفظ القرآن من الزيادة والنقص والاعتداء على سادات الأمة من الصحابة وأمهات المؤمنين والقول بعقيدة البداء والرجعة
  • الدعوة إلى العلمانية وتنحية الدين عن الحياة، وجعله حبيس المساجد، ويكون نطاقه إشباع الجوعة الروحية؛ فينحى الدين عن الحكم والقضاء والاقتصاد والتعليم والثقافة
  • تبديل الدين بجعل الحرام حلالا والحلال حراما، في تلك القوانين الوضعية التي عمت بلاد المسلمين – إلا ما رحم الله – وتنحية الشريعة عن الحكم
  • الهجوم على ثوابت الدين بتسمية الجهاد إرهابا والحجاب تخلفاً والعفاف رجعية والاستقامة على أمر الله جموداً
  • الطعن في السنة بالطعن في رواتها وحملتها ابتداء من الصحابة مروراً بأصحاب الصحاح والسنن والدواوين والمسانيد
  • الطعن في الإجماع وإنكاره بالكلية، بل الطعن في أئمة الدين
  • نقض عرى الإسلام عروةً عروة بإسقاط الخلافة وتغييب الشريعة
  • الدعوة إلى تحرير المرأة على النمط الغربي
  • إحياء الحضارات القديمة الجاهلية، كالفرعونية، والفينيقية، وغيرها من الدعوات في العالم الإسلامي
  • اقتباس الأنظمة من المناهج اللادينية في الغرب
  • تربية الأجيال تربية لا دينية، ولذلك تكون التربية الدينية اختيارية في نظم التعليم
  • الدعوة إلى إسقاط أحكام الشريعة في بلاد المسلمين
  • الدعوة إلى القومية

5/ الحديث رواه الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم (إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به هلك، وسيأتي على الناس زمان من أتى فيه بعشر ما أمر به نجا)

6/ قال أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: الوحي عقل من الخارج، والعقل وحي من الداخل. لكن لما كان الوحي من عند الله عصم من الاختلال والاختلاف، وذلك بحسب مستويات الناس في العقول، وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى في حكمه: ما من أحد إلا وهو راض عن الله في عقله وأقلهم عقلا أرضاهم به، وقد شهد العقل والتجربة بأن النار تحرق من يلقى فيها، وقد شهدنا إن إبراهيم ألقي في النار فخرج منها سالماً، والعقل يشهد أن من فقد الطعام والشراب لمدة طويلة فإنه يموت، وقد شهدنا أن أصحاب الكهف وعزيراً مكثوا زماناً طويلاً دون طعام أو شراب مع بقائهم أحياء

7/ شروط الدعوى الصحيحة ستة: معلوم أمكن مباح معتبر محقق يلزم شخصاً لو أقر، يقول الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى:

شكا دين الهدى مما دهاه بأيدي جامدينا وملحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدينا

شباب يحسِبون الدين جهلاً وشيب يحسِبون الجهل ديناً

وقال آخر:

أشكو إلى الرحمن من دهر غدا قد قلَّ من تلقاه فيه على هـــــــدى

فذوو الهداية لا ثقافة عندهم وذوو الثقافة ناكبون عن الهدى

اختلاف العلماء مع شيوخهم كثير؛ فأبو يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والحسن بن صالح خالفوا أبا حنيفة في كثير من المسائل، وكذلك ابن القاسم خالف مالكاً في الموطأ وكذلك أشهب بن عبد العزيز، ومن المتأخرين اللخمي حتى قال بعضهم:

لقد مزقت قلبي بضعف جفونها كما مزق اللخمي مذهب مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى