خطبة عيد الفطر لعام 1426
1ـ أيها الناس اتقوا ربكم واشكروه على نعمته عليكم بهذا الدين القيم، دين الإسلام الذي أكمله الله لكم ورضيه لكم دينا، ثم اشكروه على توفيقه إياكم للصيام والقيام وقراءة القرآن؛ فبالشكر تدوم النعم )وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد( )فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون(
2 ـ أيها المسلمون أقيموا الصلاة فإنها عماد دينكم ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، حافظوا عليها ولا تضيعوها فتكونوا ممن قال الله فيهم )فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً @ إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا(
3 ـ أيها المسلمون بادروا إلى حج البيت الحرام فإنه ركن الإسلام الخامس )ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا( ولا تسوفوا وتؤجلوا فإنه قد يمرض الصحيح وتضل الراحلة وتعرض الحاجة، ولا يدري الإنسان ما يكون في غده؛ فمن بادر إلى الطاعات فهو السعيد )سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض( {بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر}
4 ـ اتقوا الله ما استطعتم تفوزوا برضا الله ورحمته وجنته، وتعيشوا عيشة السعداء )من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون( إن التمسك بالدين يكفل لكم الحياة السعيدة حياة العز والكرامة والنصر والرخاء والرحمة )ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز(
5 ـ عباد الله )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي( )إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل( إن الله يأمركم بالإخلاص وبر الوالدين واتباع الرسول وصلة الأرحام والصدق والوفاء والنصيحة وبذل الخير لخلقه والشفقة عليهم، وينهاكم عن الرياء والعقوق وقطيعة الأرحام، ينهاكم عن الكذب والغدر والغش والخيانة والطغيان، يأمركم بكل صلاح وخير وينهاكم عن كل فساد وشر.
6 ـ إن من محاسن ديننا هذا اليوم العظيم الذي توج الله به شهر الصيام وافتتح أشهر الحج إلى بيته الحرام، يوم من أيام الله يخرج المسلمون فيه مكبرين مهللين فرحين بنعمة الله عليهم )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا( يؤدون صلاة العيد تعظيماً لله وإقامة لذكره وبرهاناً على ما قام بقلوبهم من محبته وشكره، يحسنون الظن بمولاهم لأنه عند ظن عبده به )أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني(
7 ـ ليس عيدنا عيد مبتدعة ولا مشركين ولا عصاة فاسقين، بل عيد ذاكرين شاكرين مخبتين مطواعين أواهين منيبين
8 ـ تذكروا بجمعكم هذا يوم الجمع الأكبر حين يقوم الناس لرب العالمين )إذا بعثر ما في القبور @ وحصل ما في الصدور( )يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد( )يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه( يوم تنشر الدواوين وتوضع الموازين.