1/ كل يأتي يوم القيامة فردا {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} يجادل عن نفسه {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} يفر من الأقربين، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} يود لو يفتدي من سخط الله وعذابه بكل من كانت له به علاقة، {يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه} تنقطع في ذلك اليوم الأنساب والأسباب {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} في ذلك اليوم تتطاير الصحف {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} في ذلك اليوم تجد عملك حاضرا بين يديك {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينه وبينها أمداً بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}
2/ من المشروعات الناجحة في رمضان أن يكون لك نصيب من ميراث رسول الله محمد صلى الله عليه وسـلم (أي يوم لا أزداد فيه علماً فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم) وقد سئل مالك عن الذي قرب إلى القتل ولم يبق من عمره إلا ساعة في أي طاعة يصرفها قال (في علم يتعلمه) قيل: يا أبا عبد الله، إنه لا يعمل به!! قال: تعلمه أفضل من العمل به
3/ عمل صالح تدخره تحاول إخفاءه عن عباد الله؛ فإن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) لا بد أن يكون لك خلوة مع ربك، ولو كانت قصيره تعلن فيها الولاء لله والحاجة والافتقار إليه، تعفر وجهك بين يدي الله؛ في وقت الضحى والناس في أعمالهم أو في جوف الليل والناس على فرشهم، يحبس نفسه في مصلاه يحتسب دعاء الملائكة (اللهم اغفر له اللهم ارحمه)
إن لله عباداً فطنا … … طلقوا الدنيا وخـــــــــــافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا … … أنها ليســــــــــــــــــــــــــــت لِحَىٍّ وطناً
جعلوها لُجَّة واتخذوا … … صالح الأعمال فيها سُــفْنا
4/ أن يكون له مشاركة في ميراث محمد صلى الله عليه وسـلم بالدعوة إليه والدلالة عليه؛ فلو أنقذ الله على يديك إنساناً من هلكة الكفر أو هلكة الفسق فقد فزت فوزاً عظيما؛ وقد قال صلى الله عليه وسـلم (من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) فهو استثمار مستمر
إذا هبت رياحك فاغتنمها…….. فإن لــــــــــــــــــــــــــــــــــكل خــــافقة سكون
ولا تغفل عن الإحسان فيها……. فلا تدري السكون متى يـــــكون
وإن درت نياقك فاحتلبها……….فلا تـــــــــــدري الفصيل لمن يكون
5/ تعويد النفس على الصبر؛ فالصبر عدة المؤمنين وسلاحهم، الصبر بشعبه الثلاثة: صبر عن معصية الله {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} وصبر على طاعة الله (ألا أخبركم بما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وحث الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة) (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها) فلا تستجب لإبليس إذا أراد شغلك عن الصلاة أو قراءة القرآن أو ذكر الله، وصبر على قضاء الله وقدره
يا غادياً في غفلة ورائحا إلى متى تستحسن القبائحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وكم إلى كم لا تخاف موقفا يستنطق اللهُ به الجوارحـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
يا عجباً منك وأنت مبصر كيف تجنبت الطريقَ الواضحا
كيف تكون حين تقرأ في غد صحيفة قد حوت الفضائحـا
وكيف ترضى أن تكون خاسراً يوم يفوز من يكون رابـــــــــــــــحا