خطب الجمعة

وصايا بين يدي رمضان

خطبة يوم الجمعة 27/8/1437 الموافق 3/6/2016

1- شهر رمضان هو خير الشهور عند الله تعالى، {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} وهو شهر الصبر والصبر جزاؤه الجنة، وهو شهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان له مثل أجره وكان عتقاً لرقبته من النار، شهر رمضان قد مليء خيراً وبراً وفضلاً وكرما؛ ففيه تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات ورفع الدرجات وإقالة العثرات، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وفيه التسابيح والتراويح

2- إن حرياً بكل مسلم أن يتهيأ لاستقباله وأن يتعرف على أحكامه وأن يأخذ بالأسباب التي تجعله من الفائزين في رمضان، وها هنا جملة من الوصايا لا بد من بذلها نصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ومن ذلك:

أولاً: إخلاص النية لله عز وجل فإنما الأعمال بالنيات، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؛ لأنه ما صام تعبداً لله عز وجل بل صام اضطرارا أو مراءاة أو حمية، وليس له نية في طلب الأجر من الله تعالى

ثانياً: الاجتهاد في التشبه برسول الله صلى الله علـيه وسلم الذي قال لنا في الصلاة (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقال لنا في الحج (لتأخذوا عني مناسككم) فهكذا في الصيام كن حريصا على إحياء السنة واقتفاء الأثر

ثالثاً: لنحرص أيها المسلمون على الإتيان بالصيام على الصفة الكاملة، فإن للصيام صفتين صفة الإجزاء وهي امتناع الإنسان عن سائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مقترنا فعله بنية التعبد لله عز وجل، وأما صفة الكمال فهي مشتملة على أمور:

أولها: الحرص على الإكثار من قراءة القرآن؛ فقد كان للنبي صلى الله علـيه وسلم مع القرآن شأن وأي شأن في رمضان؛ حين يلقاه جبريل فيعارضه القرآن مرة؛ فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه القرآن مرتين فقال عليه الصلاة والسلام (وما أراني إلا وقد حضر أجلي)

ثانيها: تعجيل الفطر وتأخير السحور؛ فإن أحب عباد الله تعالى إلى الله أعجلهم فطرا، ولا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، وقد كان النبي صلى الله علـيه وسلم يؤخر سحوره إلى قبيل طلوع الفجر

ثالثها: أن يكون الفطر على رطبات فمن لم يجد فعلى تمرات فمن لم يجد فليحسُ حَسَوات من ماء

رابعها: الحرص على قيام الليل إيمانا واحتسابا

خامسها: الحرص على الصلاة المفروضة مع جماعة المسلمين

سادسها: الإكثار من النوافل في رمضان

سابعها: للصدقة في رمضان فضل عظيم فقد كان رسول الله صلى الله علـيه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن؛ فلرسول الله صلى الله علـيه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة

ثامنها: تفطير الصائمين؛ فإن من فطر صائما كان له مثل أجره وكان عتقا لرقبته من النار

تاسعها: الدعاء الدعاء؛ فإن الله تعالى قال {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}

عاشرها: حفظ الأوقات من الضياع في غير نفع

أيها المسلمون عباد الله: احذروا تمام الحذر من لصوص رمضان؛ فإن ناسا قلت خشيتهم من الله فاجتروؤا على حدوده واقتحموا محرماته؛ وما اكتفوا بذلك لأنفسهم حتى تحملوا أوزار غيرهم، وذلك بإذاعة البرامج التافهة التي تخصصت فيها قنوات فضائية ومحطات إذاعية؛ ليس فيها دعوة إلى الله ولا علم نافع ولا ترفيه مباح، بل مجون وفجور ولعب ولهو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى