خطب الجمعة

يا شباب الإسلام

خطبة يوم الجمعة 18/6/1435 الموافق 18/4/2014

  1. فالشباب هم أمل الغد وعنوان المستقبل، والشباب هم مفجرو الخيرات وباعثو الهمم، وأصحاب العزائم وأهل المروءات، هم أمل أمة الواعد في مستقبل زاهر، وغد رغيد، حين ينشئون على طاعة الله ويكبرون على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسـلم، وما فتئت نصوص الشرع تنوه بشأن الشباب وترفع قدره، مبينة عظيم أثره وجليل عمله؛ ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قوله “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه” وقال النبي المصطفى إن سبعة يظلهم الكريم بظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــله

محب عفيف ناشيء متصدق وباك مصل والإمام بعدله

قال الحافظ رحمه الله تعالى: والمراد بالإمام صاحب الولاية العظمى ويلتحق به كل من ولي شيئا من أمور المسلمين فعدل فيه، ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه “أن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا” وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط، وقدمه في الذكر لعموم النفع به، قوله وشاب خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى؛ فإن ملازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى.ا.هـــــــ

  1. في مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة” قال في فيض القدير: أي ميل إلى الهوى بحسن اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر قال حجة الإسلام وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب وقال القونوي سره أن الطبيعة تنازع الشاب وتتقاضاه الشهوات من الزنا وغيره وتدعوه إليها على ذلك ظهير وهو الشيطان فعدم صدور الصبوة منه من العجب العجاب، وهل الأفضل ما نشأ لا صبوة له لكونه لم يلابس كبيرة ونجا من ضررها وخطرها والسؤال عنها في القيامة أو من قارف الذنوب وتاب توبة نصوحا لكونه قلع عن الشهوات لله بعد إلفه لها وتعوده لذتها ثم فارق لذته وشهوة لله؟ قولان وكلام المحاسبي يقتضي ترجيح الأول.

3ـ إن المرء ليأخذه السرور ويملأ قلبه الأمل الرحيب حين يرى شباب الإسلام وقد غصت بهم بيوت الله عز وجل في بلاد المسلمين وفي غيرها؛ وينشرح صدره حين يراهم مقبلين على دروس العلم وحلق القرآن، ويؤمل خيراً في مستقبل مشرق لهذه الأمة حين يسمعهم يسألون عن أحكام الحلال والحرام ويهتمون بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، بعدما مر على الناس زمان ما كان يغشى بيوت الله إلا الطاعنون في السن المودعون للدنيا اليائسون من أيامها المقبلون على الآخرة؛ فالحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى

  1. أيها الشباب المسلم: إن لكم أسوة حسنة في الشباب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسـلم الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وأفنوا أعمارهم في الانتصار لهذا الدين، وأذكر لكم طرفاً من أخبارهم رجالاً ونساء رضي الله عنهم وأرضاهم:
  • هذا مصعب بن عمير رضي الله عنه شاب نشأ في النعيم والرياش بين أبوين هم عليه حريصان، وما كان يشكو قلة ولا فاقة بل في عز من قومه ومنعة من أهله، خالطت بشاشة الإيمان قلبه ورضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسـلم نبيا رسولا؛ فماذا كانت النتيجة، روى الترمذي عن محمد بن كعب القُرَظِيِّ، عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُوْلُ: إِنَّهُ اسْتَقَى لِحَائِطِ يَهُوْدِيٍّ بِمِلْءِ كَفِّهِ تَمْراً. قَالَ: فَجِئْتُ المَسْجِدَ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوْعَةٍ بِفَرْوَةٍ، وَكَانَ أَنْعَمَ غُلاَمٍ بِمَكَّةَ وَأَرْفَهَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ مَا كَانَ فِيْهِ مِنَ النَّعِيْمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غُدِيَ عَلَى أَحَدِكُم بِجَفْنَةٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ؟).فَقُلْنَا: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نُكْفَى المُؤْنَةَ، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ. فَقَالَ: (بَلْ أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ). روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لِسَبِيْلِهِ، لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئاً، مِنْهُم مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلاَّ نَمِرَةً كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (غَطُّوا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ). وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يُهْدِبُهَا
  • وهذا عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما كان غلاماً حدثاً حين هاجر النبي صلى الله عليه وسـلم مع أبي بكر من مكة إلى المدينة وكذلك أخته أسماء كانت جارية حديثة السن، فماذا كان دورهما رضي الله عنهما؟ تقول عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا – فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا – فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَّ أَمْرٌ‼ قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ‼ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ‼ قَالَ فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِالثَّمَنِ‼ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مَنْ نِطَاقِهَا؛ فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ- قَالَتْ، ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهْوَ غُلاَمٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلاَّ وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ.
  • وهذا أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، أنعم الله عليه بالإسلام فلم يقنع بذلك بل طمعت نفسه في إسلام أمه أميمة بنت صبيح رضي الله عنها؛ وما زال بها حتى كان سبباً في إسلامها
  • وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاب ينام في المسجد ويرى في منامه رؤيا يقصها على أخته حفصة لتسأل له رسول الله صلى الله عليه وسـلم؛ فيقول عليه الصلاة والسلام “نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل؛ فما ترك قيام الليل بعدها. وما زال رضي الله عنه يرتقي في رحاب العلم والتقوى، يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَلاَ يَتَحَاتُّ فَقَالَ الْقَوْمُ هِيَ شَجَرَةُ كَذَا هِيَ شَجَرَةُ كَذَا فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالَ هِيَ النَّخْلَةُ.
  • في الخوف من الله عز وجل روى الترمذي عن ثابت عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك ؟ قال والله يا رسول الله! إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم “لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف”
  • في سنن ابن ماجه عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ، وَلاَ أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ، وَثَبِّتْ لِسَانَهُ، قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ.
  • وأما الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ وَالفَرَضِيِّيْنَ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، أَبُو سَعِيْدٍ، وَأَبُو خَارِجَةَ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، كَاتِبُ الوَحْيِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسـلم المدينة وزيد ابن إحدى عشرة سنة فأسلم، وحفظ من القرآن سورا، يقول رضي الله عنه: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟) قُلْتُ: لاَ. قَالَ: (فَتَعَلَّمْهَا). فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسـلم تصدى رضي الله عنه للمهمة العظيمة التي كلفه بها أبو بكر رضي الله عنه وهي مهمة جمع القرآن؛ يروي البخاري في فضائل القرآن عنه رضي الله عنه أن أَبَا بَكْرٍ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبَ الوَحْيَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ، فَاجْمَعْهُ. فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُوْنَ شَيْئاً لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ: هُوَ -وَاللهِ- خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ القُرْآنَ، أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ، وَالأَكْتَافِ، وَالعُسُبِ، وَصُدُوْرِ الرِّجَالِ.

قَالَ أَنَسٌ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيٌّ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ

وكانت له في الإسلام قدم صدق مع رجاحة عقل ووفرة ذكاء على حداثة سنه، يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ، قَامَ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ، فَتَكَلَّمُوا، وَقَالُوا: رَجُلٌ مِنَّا، وَرَجُلٌ مِنْكُمْ. فَقَامَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ كَانَ منَ المُهَاجِرِيْنَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، وَإِنَّمَا يَكُوْنُ الإِمَامُ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَزَاكُمُ اللهُ خَيْراً يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُم، لَو قُلْتُمْ غَيْرَ هَذَا مَا صَالَحْنَاكُمْ. قال الإمام الذهبي: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيْحٌ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى