1/ الحمد لله الذي صدق وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، الحمد لله منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، الحمد لله الذي يحق الحق ولو كره المجرمون، الحمد لله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)
2/ أيها المسلمون: قد وضعت الحرب أوزارها وانجلى غبارها في أرض غزة الصابرة الصامدة، بعدما اصطفى الله جل جلاله من شاء من عباده شهيدا، وأظهر رجال الإسلام بطولة وصموداً وعزة وشموخا، واستنصروا الله فنصرهم، واستغاثوه فأغاثهم واستعانوا به فأعانهم، وصدقوه فصدقهم؛ {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزا} واضطر أعداء الله الصهاينة أن يوقفوا إطلاق النار أذلة صاغرين بعدما أعيتهم الحيلة أمام صمود الأبطال وعزة الإسلام
3/ أيها المسلمون: إن خلف هذا الانتصار العظيم رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفقدوا، مجهولون في الأرض، معروفون في السماء لا يعلمهم إلا الله! يحتفل الناس الآن بينما هم قد بدأوا في عمل جديد، يستعدون لجولة قادمة، فإذا جد الجد ودقت طبول الحرب كانوا طليعة أمتهم! نفسي الفداء لأولئك الذين لبسوا أكفانهم، وهم يعلمون أن الحرب لن تضع أوزارها حتى يحرروا مسجدهم، ويطهروا بلادهم، ويظهروا على عدوهم! قد ادخروا أمنهم ليوم الفزع الأكبر، وراحتهم وفرحتهم ليوم لقاء ربهم في جنة عرضها السماوات والأرض!
4/ أراد المجاهدون في فلــسطين الشـهادة فوهبها الله لمن اختارها منهم، ووهب لهم الحياة بعزة وشموخ، وإباء ورفعة. وهنا تحضرني هذه الرسالة الخالدة من خالد رضي الله عنه: “بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، فالحمد لله الذي حل نظامكم ووهن كيدكم، وفرق كلمتكم… فأسلموا وإلا فأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة”.
5/ هذا النصر الباهر ليس فقط علي دولة الكيان الصهيوني ولكنه نصر علي تيار التطبيع والاستسلام والخنوع وسياسة التسليم بالأمر الواقع… هو انتصار علي روح العجز والخضوع التي يتخذها غالب حكام العرب … هذا الانتصار هو تأسيس لمرحلة جديدة تتغير فيها معادلات الصراع وتوازن القوة بين المقاومة والكيان الصهيوني…
لا أحد بعد اليوم يستطيع أن يتجاوز المقاومة الفلسطينية ذات المرجعية الإسلامية مهما أوتي من قوة وجبروت…
هذا النصر المؤزر دفن إلي الأبد شعار الجيش الذي لا يقهر الذي كان يتبجح به العدو الصهيوني وكشف للعالم كم هو ضعيف ذلك الجيش الذي عجز عن تأمين المطارات والمرافق العامة ….
القادم بإذن الله أقوى وأفضل للمقاومة الفلسطينية، والتحدي هو كيف يمكن استثمار هذا النصر في تثبيت معادلات جديدة تضع المقاومة في قلب أي مشاريع للتسوية مستقبلا” …
6/ المقاومة انتصرت لأنها آوت الي ركن شديد بتوكلها واعتمادها علي الله وحده …وجعلت ثقتها في وعد الله الحق بأن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم… ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8))
7/ كنا في السودان إزاء هذا النصر أكثر الشعوب فرحاً، لشعورنا أننا مشاركين فيه، ولكن مع حكومة العملاء وشذاذ الآفاق نفرح كشعب فرحة منقوصة، وهؤلاء الجبناء هم حكامنا لا يمثلون أخلاق ولا شجاعة ولا معتقد الشعب السوداني الأبي،
ولو وقفت حكومتنا موقف مشرف لهان على الشعب السوداني ما يعانيه من شظف العيش والأزمات الاقتصادية الخانقة ولتنفسنا روح النصر والفرح به.
ألا قطع الله دابر كل متصهين عميل خائن لأمته ووطنه، وقطع دابر كل مطبع ديوث على عرض أمته وشعبه.