1ـ في تعريف الجاه قال الغزالي رحمه الله في الإحياء: اعلم أصلحك الله أن أصل الجاه هو انتشار الصيت والاشتهار وهو مذموم، بل المحمود الخمول إلا من شهره الله تعالى لنشر دينه من غير تكلف طلب الشهرة منه.
2ـ النصوص في ذم الحرص على الجاه والشرف
- قال تعالى )تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً( جمع بين إرادة الفساد والعلو، وبين أن الدار الآخرة للخالي عن الإرادتين جميعاً.
- وقال جل جلاله )من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون( وهذا أيضاً متناول بعمومه لحب الجاه فإنه أعظم لذة من لذات الحياة الدنيا وأكثر زينة من زينتها.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ما ذئبان ضاريان أرسلاً في زريبة غنم بأسرع إفساداً من حب الشرف والمال في دين الرجل المسلم}
3ـ أحوال السلف في ذم الشهرة والجاه
- قال علي رضي الله عنه: تبذل ولا تشتهر ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلم واكتم، واصمت تسلم، تسر الأبرار وتغيظ الفجار.
- وقال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله: ما صدق الله من أحب الشهرة.
- وقال أيوب السختياني: والله ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه.
- ورأى طلحة قوماً يمشون معه نحواً من عشرة، فقال: ذباب طمع وفراش نار.
- وقال سليم بن حنظلة: بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة. فقال انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع؟ فقال: إن هذه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع
- وعن الحسن قال: خرج ابن مسعود يوماً من منزله فاتبعه ناس فالتفت إليهم فقال: علام تتبعوني فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه باب ما اتبعني منكم رجلان؟
- وقال الحسن: إن خفق النعال حول الرجال قلما تلبث عليه قلوب الحمقى.
- وروي أن رجلاً صحب ابن محيريز في سفر فلما فارقه قال: أوصني، فقال: إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، وتمشي ولا يمشى إليك، وتسأل ولا تسأل؛ فافعل.
- وخرج أيوب في سفر فشيعه ناس كثيرون فقال: لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله جل جلاله
4ـ لم يجعل الشارع الشهرة والجاه باباً لنيل رضوان الله تعالى
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك}
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم {ألا أدلكم على أهل الجنة: كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره وأهل النار كل متكبر مستكبر جواظ}
5ـ تضييع دين المرء بسبب الحرص على الجاه، ولذلك أمثلة:
- ما كان من عبد الله بن أبي بن سلول من عداوة النبي صلى الله عليه وسلم
- ما كان من أمية بن أبي الصلت من كفر وصدود
- ما كان من كفار قريش وصناديد الكفر
6ـ أمثلة لناس ما حرصوا على الجاه فرفع الله ذكرهم في الدنيا والآخرة
- ما كان من الحسن بن علي رضي الله عنهما حين تنازل عن الخلافة
- ما كان من عمر بن عبد العزيز حين زهد في الخلافة
- ما كان من الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه في قول: لا أدري