1ـ الوقار ـ كما عرفه الجاحظ ـ هو الإمساك عن فضول الكلام والعبث، وكثرة الإشارة والحركة، فيما يستغنى عن التحرك فيه، وقلة الغضب، والإصغاء عند الاستفهام، والتوقف عن الجواب والتحفظ من التسرع، والمباكرة في جميع الأمور. وقال النووي رحمه الله تعالى: الفرق بين السكينة والوقار: أن السكينة هي التأني في الحركات واجتناب العبث والوقار في الهيئة كغض البصر وخفض الصوت وعدم الالتفات.
2ـ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: من أعظم الجهل والظلم أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خالٍ من تعظيم الله وتوقيره، فإنك توقِّر المخلوق وتجلُّه أن يراك في حال لا توقِّر الله أن يراك عليها، قال تعالى )مالكم لا ترجون لله وقارا( أي لا تعاملونه معاملة من توقِّرونه. فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب
3ـ ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على الوقار وأهله:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه {أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم} متفق عليه
- عن أبي هريرة رضي الله عنه {إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا} متفق عليه
- جعل تاج الوقار حلية أهل الجنة، في مسند أحمد عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة….} وعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {للشهيد عند ربه ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة…..} رواه الترمذي
4ـ ثناء السلف الصالح على أهل الوقار:
- ما قاله عمر عن أبي بكر رضي الله عنه يوم السقيفة
- كان الإمام مالك رحمه الله إذا أراد أن يحدث تنظف وتطيب وسرح لحيته ولبس أحسن الثياب؛ حتى قيل فيه:
يدع الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواكـس الأذقان
نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان
5ـ من الوقار المطلوب من كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر:
- توقير رب العالمين جل جلاله وذلك في طاعته وتعظيم أمره
- توقير النبي صلى الله عليه وسلم حين التحديث عنه أو تناول سيرته
- توقير أهل العلم وكبار السن وأهل السلطان العدول
- توقير الوالدين وإجلالهما وتوقير كل ذي رحم
6ـ مما ابتلي به بعض الناس أنهم لا يوقرون أسنانهم ولا حالهم ولا ربهم ولا نبيهم ولا علماءهم، وذلك دليل مرض القلب وفساد الطوية، وإذا كان السفه قبيحاً من كل أحد؛ فهو أشد إذا كان من الشيخ الذي تقدمت به السن وفني منه العمر ودنا من الموت
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد الجهالة يحلم