خطب الجمعة

الولاء والبراء

خطبة يوم الجمعة 11/9/1432 الموافق 9/9/2011

مقدمة: إن الناظر في أحوال الناس يجد كثيراً من حقائق الإيمان ومعاني الإسلام قد صارت غائبة عن واقعهم ملتبسة على أكثرهم؛ ومن ذلك حقيقة الولاء والبراء؛ حيث تجد كثيراً من المنتسبين إلى الإسلام يخلطون بين حسن المعاملة مع غير المسلمين وبين موالاتهم بل وتوليهم؛ حتى لربما تجد بعضهم لا يبالي بأن ينصر غير المسلم على أخيه المسلم، لا يبالي بأن يستعين بغير المسلم على أخيه المسلم إذا طرأ خلاف أو نشب نزاع أو خالفت الدنيا بين الأهواء؛ لا يبالي بأن يعلي القبيلة والعنصر والجنس والجهة ويوالي دعاة ذلك وإن كانوا معروفين عنده برقة الدين وقلة الورع وذهاب الحياء؛ إن هذا الخلط أيها المسلمون يقتضي أن تقال في هذا المقام كلمة عن حقيقة الولاء والبراء.

1- الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. تعريف الولاء بالمعنى الاصطلاحي: الولاية هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين ظاهراً. قال تعالى)) اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ)) فموالاة الكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم، بالأقوال والأفعال والنوايا. وأما البراء فهو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار.

2- ومن أدلة الولاء والبراء من الكتاب:

  • قوله تعالى: ((لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ))
  • ويقول تعالى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإن تَوَلَّوْاْ فإن اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ))
  • ويقول تباركت أسماؤه عن أهداف أعداء الله: ((وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ))
  • ويقول في وصف حال المنافقين ((سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا))
  • ويقول جل من قائل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فإنهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
  • ويقول تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ))
  • ويقول سبحانه ((لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم))
  • ويقول جل من قائل ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه))

3- أما الأحاديث والآثار: فكثيرة وأذكر منها:-

  • ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن (تنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر).
  • روي أبي شيبة بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
  • أخرج ابن جرير ومحمد بن نصر المروزي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً)
  • قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: والله لو صمت النهار لا أفطره، وقمت الليل لا أنامه، وأنفقت مالي غلقا غلقا في سبيل الله، أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصية الله ما نفعني ذلك شيئا

4- لمّا كان الولاء والبراء مبنيين على قاعدة الحب والبغض كما أسلفنا فيما سبق فإن الناس في نظر أهل السنة والجماعة – بحسب الحب والبغض والولاء والبراء – ثلاثة أصناف:

الأول: من يحب جملة. وهو من آمن بالله ورسوله، وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداً. وأخلص أعماله وأفعاله وأقواله لله، وانقاد لأوامره وانتهى عما نهى الله عنه، وأحب في الله، ووالى في الله وأبغض في الله، وعادى في الله، وقدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد كائناً من كان

الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه، فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فيحب ويوالي على قدر ما معه من الخير، ويبغض ويعادي على قدر ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.. وإذا أردت الدليل على ذلك فهذا عبد الله بن حمار. وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان يشرب الخمر، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله)) مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه

الثالث: من يبغض جملة وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر البعث بعد الموت، وترك أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين، وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة كالحب والدعاء، والخوف والرجاء والتعظيم والتوكل، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة، والذبح والنذر والإبانة والذل والخضوع والخشية والرغبة والرهبة والتعلق، أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها.

فأهل السنة والجماعة يتبرأون ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، قال تعالى: ((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)). ويمتثلون لنهيه تعالى في قوله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))

5ـ من النماذج المشرقة في تحقيق هذه العقيدة من الأمم الماضية إبراهيم عليه السلام وكذلك نوح عليه السلام، وامرأة فرعون وأصحاب الأخدود ومؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف

6- المثل الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لعمه: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري… وحين قال: إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي

7ـ من تاريخ الصحابة رضي الله عنهم حال أبي بكر حين قيل له: أدرك صاحبك فإن القوم قاتلوه؛ وحال بلال حين قال لأمية بن خلف: والله يا عدو الله لو أعلم كلمة أغيظ لك منها لقلتها؛ وحال سعد بن أبي وقاص مع أمه حمنة بنت أبي سفيان

8- في العهد المدني ظهر نفاق المنافقين حين والوا أعداء الله من اليهود والمشركين، وما كان من عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول حين عرض على النبي صلى الله عليه وسلم قتل أبيه، وما كان من عبد الله بن رواحة وعمر بن الخطاب حين أشارا بقتل أسرى المشركين يوم بدر، وما كان من عمر حين قتل خاله العاص بن هشام، ومن أبي عبيدة حين قتل أباه، ومن حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث حين قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة

9- من صور الموالاة مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين؛ ومجالستهم حال استهزائهم بالدين، وتوليتهم أمور المسلمين، وإن صحف التاريخ ناطقة بأن هذا هو أصل البلاء الذي دخل على دولة الإسلام في كل زمان؛ فهل كان مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا من مجوسي كافر؟ وهل كانت الفتنة التي أودت بعثمان رضي الله عنه إلا من يهودي منافق؟ وهل كان دخول الصليبيين إلى بلاد المسلمين إلا من جراء هذا البلاء؛ يقول المؤرخون: هذا الملك (الصالح) كان في دولته نصراني يسمى: محاضر الدولة أبا الفضل بن دخان ولم يكن في المباشرين أمكن منه. كان قذى في عين الإسلام، وبثرة في وجه الدين. بلغ من أمره أنه وقَّع لرجل نصراني أسلم بردِّه إلى دين النصرانية وخروجه من الملة الإسلامية، ولم يزل يكاتب الفرنج بأخبار المسلمين، وأعمالهم، وأمر الدولة وتفاصيل أحوالها. وكان مجلسه معموراً برسل الفرنج والنصارى وهم مكرمون لديه، وحوائجهم مقضية عنده، ويحمل لهم الإدرار والضيافات، وأكابر المسلمين محجوبون عن الباب لا يؤذن لهم، وإذا دخلوا لم ينصفوا في التحية ولا في الكلام. وحدث أن اجتمع في مجلس (الصالح) أكابر الناس من الكتاب والقضاة والعلماء فسأل السلطان بعض الجماعة عن أمر أفضى به إلى ذكر مخازي النصارى فبسط لسانه في ذلك وذكر بعض ما هم عليه من الأفعال والأخلاق. وقال من جملة كلامه: إن النصارى لا يعرفون الحساب، ولا يدرونه على الحقيقة لأنهم يجعلون الواحد ثلاثة والثلاثة واحداً. والله تعالى يقول: ((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ)) وأول أمانتهم وعقد دينهم: (بسم الأب والابن وروح القدس إله واحد) فأخذ هذا المعنى بعض الشعراء وقال في قصيدة له:

كيف يدري الحساب من جعل الوا………حد رب الورى تعالى ثلاثة

ثم قال: كيف تأمن أن يفعل في معاملة السلطان كما فعل في أصل اعتقاده ويكون مع هذا أكثر النصارى أمانة؟ وكلما استخرج ثلاثة دنانير دفع إلى السلطان ديناراً وأخذ لنفسه اثنين ولا سيما وهو يعتقد ذلك قربة وديانة؟ وهل كان دخول التتر إلا بخيانة نصير الكفر الطوسي الرافضي الخبيث؟

ومن صور موالاتهم كذلك استئمانهم وقد خوَّنهم الله: قال تعالى: ((وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) والرضا بأعمالهم والتشبيه بهم، والتزيي بزيهم. والبشاشة لهم والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم وتقريبهم، ومعاونتهم على ظلمهم ونصرتهم ويضرب القرآن لذلك مثالين هما: امرأة لوط التي كانت ردءً لقومها، حيث كانت على طريقتهم، راضية بأفعالهم القبيحة، تدل قومها على ضيوف لوط. وكذلك فعل امرأة نوح. ومناصحتهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم وهذه الصورة ظهرت واضحة في العصور الأخيرة فقد رأينا (أفراخ المستشرقين) – مثلاً – ينشرون فضائلهم وأنهم أصحاب المنهج العلمي السديد و.. و.. الخ. كذلك جاء من ينشر (فضائل) الغرب أو الشرق مضيفاً عليها ألقاب التقدم والحضارة والرقي، واصماً الإسلام والمنتسبين إليه بالرجعية والجمود والتأخر عن مسايرة الركب الحضاري والأمم المتقدمة!! وتعظيمهم وإطلاق الألقاب عليهم مثل: السادة والحكماء ومبادأتهم بالسلام

ومن أقبح صور الموالاة التآمر معهم، وتنفيذ مخططاتهم والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم والتجسس من أجلهم، ونقل عورات المسلمين وأسرارهم إليهم والقتال في صفهم، وهذه الصورة من أخطر ما ابتليت به أمتنا في هذا العصر. ذلك أن وجود ما يسمى في المصطلح الحديث (الطابور الخامس) قد أفسد أجيال الأمة في كل مجال سواء في التربية والتعليم أم في السياسة وشؤون الحكم أم في الأدب والأخلاق أم في الدين والدنيا معاً. وصدق الشاعر محمود أبو الوفا فيما نقله عنه أستاذنا الفاضل الشيخ محمد قطب أنه قال حين خرج الاستعمار الإنجليزي من مصر: (خرج الإنجليز الحمر وبقي الإنجليز السمر!!) – نعم إن داءنا هم الإنجليز السمر.

ترى من هو الساهر على تنفيذ خطة (دنلوب) في التربية والتعليم؟ ومن هو القائم بتنفيذ مخططات اليهود الثلاثة: فرويد وماركس ودور كايم في أفكارهم الخبيثة؟ إنهم المستغربون من أبناء هذه الأمة الذين حققوا لأعداء الله ما لم يكونوا يحتسبون!!

أحوال الصومال

قد يسر الله لنا زيارة الصومال أمس الأول؛ للوقوف على أحوال أهلها، ورأينا ما تشيب له النواصي من فقد الأمن وذيوع الخوف؛ حيث عاشت تلك البلاد حرباً أهلية مدة طويلة، وحتى الآن عانى أهلها الأمرين تهدمت بسببها البيوت.. وتعطلت المصالح..أصبحت مدارسهم مهجورة..ومستشفياتهم إن وجدت لم نرَ إلا آثارها.

وجدنا مجاعة بما تعنيه الكلمة حيث تضع الأم الحامل مولودها بكل جهد وعناء فيذهب زوجها يبحث عن طعام لها تعوض ذلك الجهد العظيم الذي بذلته في ولادتها فيجد بعد عناء طويل وتعب شديد شيئاً قليلاً من الطعام ربما تستطيع العيش من خلاله فيعود ليجدها قد فارقت الحياة..نعم ماتت وذهبت إلي خالقها الذي هو أرحم بها من الأمم المتحدة ومن إخوانها الذين تأخروا لنجدتها حيث لم نجد إلا النادر من الجمعيات الإسلامية.

وجدنا من يمرضون فينتظرون الموت حيث لا علاج يكفي ولا يوجد طبيب لأنه لا يستطيع المكث أحد هناك أكثر من ثلاثة أيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى