خطب الجمعة

خطبة عيد الفطر لعام 1435

1- الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير. الحمد لله عالم الخفيات، المطلع على السرائر والنيات، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السموات، أحمده سبحانه أن هدانا للإسلام {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له “أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً، لتطيعوه وتتبعوه لعلكم تفلحون، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً. أما بعد

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وكبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا

الله اكبر ,,نفتتح بها الصلوات، ونرفع بها الرايات …

الله أكبر ,, كلمة عز بها الدين, وتجلى بها الحق المبين …

الله أكبر ,, فاضت من حناجر المجاهدين, وارتفعت بها أصوات المصلين …

الله أكبر ,, زلزلت أركان الأعداء, وقادت جحافل الشهداء …

الله أكبر الله اكبر الله أكبر، لا اله إلا الله , والله اكبر الله اكبر و لله الحمد …

الله أكبر, ولله الحمد ,, بها نرفع الهامة ونحمد من أنعم علينا بالعزة والكرامة …

الله أكبر الله اكبر الله أكبر، لا اله إلا الله, والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …

الله أكبر فــاضت من حناجرنـا *** لتملأ الأرض من عرف الرياحـيـــن
الله أكبر كـــم ذلــت لـها عنــق *** كانت تــذلـــل أعـناق الـمـلايـيـن
الله أكبر نـفـــديـها بأنفـسـنــا *** حتى تـهـيـمن في كـل الـمياديـن
الله أكبر رددهـا ,, فإن لــهــا *** وقع الصواعق في سمع الشياطين
الله أكبر الله اكبر لا اله إلا الله, والله أكبر الله أكبر ولله الحمد …

رددوا الله أكبر ,,, فالعزة بها وحدها وتنتكس أمامها كل الشعارات .. فلنرفع بها الأصوات , إقتداء بسنة المصطفى عليه افضل الصلوات ,, وطاعة لله رب البريات
الله اكبر الله اكبر الله أكبر، لا اله إلا الله , والله اكبر الله اكبر و لله الحمد …

2- أيها المسلمون: ما أعظم نعمة الله علينا حين وفقنا للصيام والقيام وصالح الأعمال في شهر رمضان‼ ما أعظم نعمة الله علينا حين أصح أبداننا وعافانا في أجسادنا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا‼ ما أعظم نعمة الله علينا حين هدانا للإسلام وعلَّمنا الحكمة والقرآن‼ فاللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره {يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون}  {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور} {وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} الله أكبر ما أعظم نعم الله علينا وما أقلَّ شكرنا لها، وقد قال سبحانه “إني والجن والإنس في نبأ عظيم‼ أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إلي بالمعاصي”

يا أيها المسلمون يا عباد الله: اشكروا الله على نعمه واعلموا أنه قد تأذن بالمزيد لمن شكر {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}  اشكروا الله على نعمة الهداية،  على نعمة التوفيق للصيام والقيام، على نعمة الأمن في البلد، على نعمة العافية في الجسد، على نعمة الرزق، على نعمة الدين، على نعمة  العقل، على نعمة الذرية {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

3- إن رمضان قد مضت أيامه سراعاً، وانقضت لياليه تباعا، وذهبت ساعاته كلمح البصر، وهكذا الدنيا {ولله غيب السموات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير} وإن الموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} وإن العاقل اللبيب من استعد لآخرته، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواه وتمنى على الله الأماني {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

4- يا عباد الله: تذكروا بخروجكم هذا إلى صلاتكم واجتماعكم في مصلاكم خروجكم يوم القيامة إلى ميقات ربكم، إن لنا موعداً لن نخلفه، موعداً يقف فيه كل امرئ  منا بين يدي الله وحيداً، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، يوم هوله شديد وكربه عظيم:

  • {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
  • {يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}
  • {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
  • {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
  • {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}
  • {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ. ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون}
  • {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وتسير الجبال سيرا}
  • {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا. هذه النار التي كنتم بها تكذبون}
  • {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}
  • {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}
  • {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا}
  • {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}
  • {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}
  • {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}
  • {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}

في ذلك اليوم لا يغني أحد عن أحد، ولا يسأل أحد عن أحد:

  • {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}
  • {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}
  • {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه}
  • {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}
  • {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}

في ذلك اليوم تعرض الأعمال وتتطاير الصحف وتنشر الدواوين وتنصب الموازين

  • {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}
  • {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
  • {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى}

والناس فريقان {فريق في الجنة وفريق في السعير}

  • {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
  • {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}
  • {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}

5- أيها المسلمون عباد الله هنيئاً لكم بطاعة ربكم والتقرب إلى مولاكم، هنيئاً لمن صام وقام، “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه” هنيئاً لمن تصدق وصلى؛ فإن أحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم: تطرد عنه جوعاً أو تقضي عنه ديناً أو تكشف عنه كربة، هنيئاً لمن فطر الصائمين وأطعم المساكين، فإن الناس يحشرون يوم القيامة أجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، وأعرى ما كانوا قط؛ فمن أطعم مسلماً على جوع  أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مسلماً على عري كساه الله من حلل الجنة، هنيئاً لمن قرأ القرآن وأرضى الرحمن، هنيئاً لمن تاب وأناب، هنيئاً لمن دمعت عيناه من خشية الله “عينان لا تمسهما النار: عين غضت عن محارم الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله” فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

6-أيها المسلمون عباد الله: في ديار المسلمين جراح نازفة وآهات مؤرقة،

إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليداً بأيدينا أضعناه

ويح العروبة كان الكون مسرحها فأصبحت تتوارى في زواياه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يحكمنا شعب ملكناه

كنا أسوداً ملوك الأرض ترهبنا والآن أصبح فأر الدار نخشاه

في أرض الشام أرض المحشر والمنشر منذ ثلاث سنوات أو تزيد نظام نصيري كافر يصب نيرانه على شعب أعزل لا ذنب له إلا أنه ينشد أن يعيش في حرية وكرامة شأنه شأن سائر الشعوب، والعالم كله يتآمر عليه من أجل أن يمتد عمر ذلك النظام الحامي لدولة اليهود، والذي نسأل الله تعالى أن يقصم ظهره ويعجل بزواله

وفي العراق تسلط رافضي خبيث ممدود بحبل من الصليبية العالمية، نظام طائفي بغيض يسلب إخواننا السنة كل مقومات العيش الكريم، ويسلط عليهم سيف البغي والعدوان، وأهل السنة لا صريخ لهم ولا هم ينقذون، قاوموا بعدما يئسوا من أن ينالوا حقوقهم؛ فسلط الإعلام العالمي الكذوب آلته ليحيلوا تلك الانتصارات إلى طائفة محدودة أعلنت خلافة شائهة لا مقوم لها ولا بقاء

في ليبيا واليمن بعدما انتصرت الشعوب على طواغيتها تسلط عليهم العملاء والأذناب من أجل أن يحيلوا الحياة جحيماً حيث لا أمن ولا هدوء ولا وحدة ولا اعتصام بل {كل حزب بما لديهم فرحون}

في مصر نظام عسكري بغيض انقلب على خيار الشعب واستعان بأراذل الناس من كل ساقطة ولاقطة؛ حيث سفكت الدماء وتقطعت الأشلاء وأزهقت الأرواح في ظل صمت عالمي مريب، ولا غرابة لأن هذا النظام هو الذي يحمي اليهود، هو الذي بدأ في تدمير الأنفاق والتضييق على المسلمين في فلسطين

في إفريقيا الوسطى يذبح المسلمون كالنعاج ولا بواكي لهم، في نيجيريا حرب ضد الإسلام تستعر، في إثيوبيا تضييق على المسلمين وحبس للدعاة وإساءة للدين، في إريتريا نظام حاقد لا يرى للمسلمين حقوقا، في بورما المسلمون تحرق ديارهم وتسفك دماؤهم

في بلادنا هذه انفصل الجنوب منذ ثلاث سنين وذهب بخيره وشره، وبذل الحكام للناس وعوداً ومنوهم الأماني، وعوداً داعبت آمال من ينشد دستوراً إسلامياً يعيد للدين مكانته في الحياة، ، وإلى يوم الناس هذا ما زالت الوعود مبذولة والأماني معسولة، ولا يحصد الناس من وراء ذلك إلا السراب. والغلاء قد طحن الناس، وكثير منهم قد عضه الجوع بنابه حتى صدق فينا قول القائل:

عزت السلعة الرخيصة حتى بات مسح الحذاء خطباً جساما

وغدا القوت كالياقوت حتى نوى الفقير الصياما

ولولا ما جبل الله عليه الناس في هذه البلاد من تراحم وتكافل وتعاطف لكان الحال غير الذي نرى، ولعدا بعضهم على بعض

أما فلسطين فالجرح الأكبر حيث اليهود يسلطون آلتهم العسكرية الضخمة ضد من؟ ضد النساء والشيوخ والأطفال يستهدفون المستشفيات والملاعب والمدارس ودور الإيواء والشواطئ، وبواسطة مناظير دقيقة تحدد الهدف، تتعمد قنص الأطفال، وهي لا تؤمن بحق الفلسطينيين في الحياة والعيش بسلام

اليهود كأسلافهم بالأمس {ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب} حيث عمد المجاهدون إلى المقاومة بما تيسر لهم من الأسباب، فأصبح شعب اليهود في ملاجئه رهينة لصواريخ المقاومة، وتوقفت مطارات دولة اليهود ونزف اقتصادها، وبدأت الهجرة العكسية تتعاظم؛ تخوفاً من قادم الأيام، في ظل ماذا؟ تعاطف عربي أو تعاون عربي‼ اللهم لا هذا ولا ذاك بل في ظل تآمر عربي بعضهم دفع المال، وبعضهم شدد الحصار على أهل غزة، وبعضهم بذل لليهود الوعود بأن يفتح لهم سفارة في بلده إن هم نجحوا في تقويض سلطة حماس، وبعضهم سلط الإعلام لتشويه الحقائق وتصوير المجاهدين على أنهم إرهابيون، حتى كتبت صحفية مغمورة في جريدة الأهرام المصرية قائلة (شكراً لك يا نتنياهو) وفي اليوم التالي أرانا الله فيها آية حيث أخذها أخذ عزيز مقتدر وماتت موت الفجأة، وكما قال صلى الله عليه وسـلم “موت الفجأة أخذة أسف” وهكذا أسفر النفاق عن وجهه الكالح وكان الحال كما قال ربنا {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون} {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها} لكنني أقول:

إن الذين يضعون أيديهم في أيدي الصهاينة سيندمون {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} والذين يسودون صحائفهم بتغريدات الولاء للصهاينة سيمسحونها مضطرين لكن هيهات أن تمحى من ذاكرة الأجيال. وها هنا عبرتان لا بد من التذكير بهما:

أولاً: هذه الحرب على ضراوتها تؤكد أننا أمام مشروع قلق قابل للهزيمة، وأن الهالة الإعلامية التي تحاط بها أكذوبة غير بريئة، إن انتصارات الصهاينة السابقين لا تعكس قوتهم بقدر ما تعكس ضعف العرب والمسلمين، وقد حكى لنا التاريخ أن شعوباً مستضعفة هزمت قوى كبيرة؛ فهزم الجزائريون فرنسا، وهزم الأفغان السوفييت، وهزم الفيتناميون أمريكا

ثانياً: أن المعركة مع الصهيونية وحلفائها ممتدة زماناً ومكاناً وميدانا إلى الوعد الآخر “يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله”

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد

7- أيها المسلمون عباد الله: أنتم في يوم من أيام الله، يوم أكل وشرب وذكر وشكر، يوم المرحمة يوم التوسعة على الأهل والعيال، يوم الفرح بنعمة الله تعالى “للصائم فرحتان فرحة بفطره وفرحة عند لقاء ربه” ليس هذا اليوم للأحزان والأشجان ولا للبكاء والعويل ولا للصراخ والنحيب، ولا هو يوم لزيارة المقابر وتذكر الأموات، بل هو يوم الفسحة والسرور، يوم البهجة والحبور، يوم لإحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه. {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} تقربوا إلى الله بصيام ستة أيام من شوال؛ فإن من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر، ولا تهجروا القرآن بعد رمضان بل كونوا ربانيين تعبدون الله حتى يأتيكم اليقين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى