خطبة يوم عيد الفطر من عام 1439
الحمد لله الذي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملك الملوك ومالك الملك ذو الجلال والإكرام، الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وحبيبنا وأسوتنا وقدوتنا وقائدنا محمد رسول الله، إمام الخير ورسول الرحمة وقائد الخير؛ اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك عليه، اللهم وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا. أما بعد
1/ أيها المسلمون: اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا، فهذا يوم الشكر والذكر، وهذا يوم الصدقة والعبادة، يوم المرحمة والصلة، اشكروا الله على نعمته، اشكروا الله على نعمة الصيام والقيام، اشكروه على نعمة القرآن، اشكروه على نعمة الهداية، اشكروه على نعمة الصحة والعافية، على نعمة الأزواج والأولاد، فإن الله تعالى قد تأذن بالزيادة لمن شكر {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور} {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم}
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا
2/ أيها المسلمون: وحِّدوا ربكم واعبدوه، أكثروا من قول لا إله إلا الله؛ فإنها الكلمة التي من أجلها أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب وشرع الحلال والحرام، ومن أجلها خلقت الجنة والنار، وبها انقسم الناس إلى فريقين {فريق في الجنة وفريق في السعير} قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له عدل عشر رقاب، وكان في حرزه من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي، ولم يأت أحد بمثل ما جاء به أو خير منه إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد)
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، والله الحمد
3/ أيها المسلمون: توبوا إلى الله توبة نصوحا، واعلموا أن الشيطان لكم بالمرصاد، يريد أن يغويكم ويرديكم، {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} جددوا لله توبة كلما أحدثتم ذنبا، فهذا نبيكم صلى الله عليه وسـلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؛ فالتوبة وظيفة العمر، واعلموا أنكم تعبدون رباً كريماً تواباً رحيما، أهل ذكره أهل عبادته، وأهل طاعته أهل محبته، وأهل شكره أهل زيادته، وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته، إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم، يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من الذنوب والمعايب، الحسنة عنده بعشر أمثالها ويزيد، والسيئة بمثلها ويعفو، وهو أرأف بعباده من الأم بولدها
أيا عبد كم يراك الله عاصيا حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا