الربا مصدر قولهم: ربا يربو إذا زاد، وهو مأخوذ من مادة ربو التي تدل على الزيادة والنماء والعلو، قال تعالى ]وما أتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله( وفي الشرع: هو فضلٌ خالٍ عن عوض شُرِط لأحد العاقدين
وهو على أنواع منها:
ربا الفضل، وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقي الجنس على الآخر؛ وذلك كبيع صاع بر بأكثر منه أو بدونه، ودرهم فضة بأكثر منه أو بدونه، سواء تقابضا أم لا ، وسواء أجَّلا أم لا
وربا اليد، وهو البيع مع تأخير قبضهما أو قبض أحدهما عند التفرق من المجلس أو التخاير فيه بشرط اتحادهما علة، بأن يكون كل منهما معلوماً؛ كبيع صاع بر بصاع بر أو درهم بدرهم أو صاع بر بصاع شعير أو أكثر، لكن تأخر قبض أحدهما من المجلس
ربا النسيئة، وهو البيع للمطعومين أو للنقدين المتفقي الجنس أو المختلفيه لأجل ولو للحظة، وإن استويا وتقابضا في المجلس؛ كبيع صاع بر بصاع بر، أو درهم فضة بدرهم فضة، لكن مع تأجيل أحدهما ولو إلى لحظة، وإن تساويا وتقابضا في المجلس
ربا القرض؛ لكنه يرجع إلى ربا الفضل؛ لأنه الذي فيه شرط يجر نفعاً للمقرض، فكأنه أقرضه هذا الشيء بمثله مع زيادة ذلك النفع الذي عاد عليه
الآيات القرآنية الواردة في الوعيد على أكل الربا ما أكثرها:
]الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا(
]لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون(
]فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا $ وأخذهم الربا وقد نهوا عنه(
]وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله(
الأحاديث الواردة في ذم الربا عن نبينا صلى الله عليه وسلم:
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر، فقال {ما هذا التمر من تمرنا} فقال الرجل: يا رسول الله، بعنا تمرنا صاعين بصاع من هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {هذا الربا فردوه، ثم بيعوا تمرنا واشتروا لنا من هذا}
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {اجتنبوا السبع الموبقات} قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال {الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات}
عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إياك والذنوب التي لا تغفر: الغلول، فمن غل شيئاً أتي به يوم القيامة، وأكل الربا، فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنوناً يتخبط، ثم قرأ ]الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس(
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {بين يدي الساعة يظهر الربا، والزنا، والخمر}
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم عرفة فقال {ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله}
عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {درهم ربا يأكله الرجل ـ وهو يعلم ـ أشد من ستة وثلاثين زنية}
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم}
عن جابر رضي الله عنه قال {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء}
عن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه {ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله}
من مضار الربا:
آكل الربا مطرود من رحمة الله تعالى محارب من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لم يتهدد الله جل جلاله ويتوعد مرتكب كبيرة كمرتكب جريمة الربا
الربا جريمة اجتماعية خطيرة إذا تفشت في مجتمع من المجتمعات دمرته وقوضت بنيانه
آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه وكل من أعان عليه آثمون عند الله مبعدون من رحمته
الربا يزرع الأحقاد في القلوب وينزع منها الرأفة والرحمة
الربا سبب من أسباب سوء الخاتمة عياذاً بالله تعالى
من صور الربا في المعاملات التي تجري بين الناس اليوم:
بيع العملة المتحدة الجنس متفاضلة بدعوى أن أحدهما (فكة)
بيع العملتين المختلفتي الجنس بأجل (كدولار بجنيه)
بيع المطعوم المتحد الجنس متفاضلاً (كتمر بتمر)
بيع العينة (وهو أن يتحايل الناس على الربا ببيع شيء بأجل ثم يشتريه البائع نفسه حالاً بسعر أقل)
التحايل الذي تمارسه بعض البنوك تحت اسم المرابحة حيث لا سلعة، بل مال بمال متفاضلاً