خطب الجمعة

الإنفاق على الأهل والعيال

خطبة يوم الجمعة 15/2/1426 الموافق 25/3/2005

1ـ قوامة الرجل على المرأة لها سببان: وهبي وكسبي، أما الأول وهو الوهبي بأن جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وزيادة التعصيب والنصيب في الميراث، وجعل الطلاق بأيديهم، والانتساب إليهم، وغير ذلك مما فضل الله به جنس الرجال على جنس النساء في الجملة. والسبب الثاني هو ما بذله لها من مهر وجهاز ونفقة، فإذا تخلى الرجل عن هذه الميزة التي ميزه الله عز وجل بها فإن ذلك يسلبه حق القوامة على المرأة؛ ولذلك قال الله تعالى {بما فضل الله بعضهم على بعض}

2ـ الآيات القرآنية التي أوجبت النفقة عليهم في قوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وقوله سبحانه {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} وقوله سبحانه وتعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} وقوله سبحانه {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} وقوله عز وجل {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن}.

3ـ الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله علـيه وسلم كقوله عليه الصلاة والسلام (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) وقوله صلى الله علـيه وسلم لمعاوية القشيري حين قال: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت) رواه أبو داود.

4ـ أجمع العلماء على أنه يجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده القصَّر

5ـ تجب النفقة بحسب حالة الزوج من عسر ويسر وسعة وضيق؛ غير مبذر ولا مقتر ولا مكلَّف بما يعجز عنه لقوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وذلك بقدر ما يكفيها وعيالها من طعام وكسوة وتعليم وعلاج وسكنى ونحو ذلك

6ـ في الإنفاق على الزوجة والعيال أجر كبير؛ ففي القرآن الكريم {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية..} كما ثبتت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله علـيه وسلم

  • في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وفيه (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك)
  • وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله)
  • وفي الصحيحين من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة)
  • وفي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك)

7ـ في تضييع ذلك والتقصير فيه إثم كبير، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة

  • (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) رواه مسلم
  • وهو من سوء العشرة ومناف للخيرية المأمور بها ضمناً في قوله صلى الله علـيه وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي. وإن رجالاً يعمدون إلى النفقة على ذوي القربى والأصدقاء مع حاجة الزوج والعيال، وقد روى الإمام أحمد في المسند من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال: (إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه، وإن كان له فضل فعلى عياله، وإن كان فضل فعلى ذوي قرابته أو قال ذوي رحمه, إن كان فضل هاهنا وهاهنا) وفي مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم: (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى)

8ـ يجب على الزوجة والعيال أن يرضوا بما قسم الله وأن يراعوا حال معيلهم ولا يكلِّفوه ما لا يطيق، أو ما يشق عليه من الأمور الحاجية والتحسينية

  • (قد أفلح من أسلم ورزقه الله كفافاً وقنعه بما رزقه) رواه مسلم
  • (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم) رواه الشيخان

9ـ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أسوة لكل مسلمة في شظف العيش ورقة الحال؛ في الصحيحين حديث عائشة رضي الله عنها في تخيير النبي صلى الله علـيه وسلم إياها

10ـ لا يلزم الزوج أن يطلع زوجته على مصاريفه وحساباته الشخصية أو ما ينفقه على أهله ووالديه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى