قال صلى الله عليه وسلم {قد جاءكم رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حرم} ومن بركات هذا الشهر:
أنه سبب لمغفرة الذنوب؛ قال صلى الله عليه وسلم {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}
فيه ليلة خير من ألف شهر.
ما يحصل فيه من المنافع الدينية والدنيوية.
وفيه ليلة القدر التي قال الله فيها: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)) ولبركة هذه الليلة وعظم شأنها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتماسها فقال: {تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان}. ومن بركات هذه الليلة أنه يفرق فيها كل أمر حكيم؛ فيكتب فيها ما هو كائن في السنة من الخير والشر، ومن بركاتها مضاعفة العمل فيها ومغفرة ذنوب من قامها، ومن بركتها إنزال القرآن، ومن بركتها تنزل الملائكة فيها.
يقول تعالى ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها)) ويقول سبحانه ((وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون)) وقال ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)) بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، ومن ذلك:
- أن مجرد قراءته متعبدٌ بها، التي لا تكلف شيئاً، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة الواحدة قراءة القرآن مرة واحدة على أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، هذا إذا قلنا إن المراد بالحرف حرف المبنى، وإلا فالخلاف موجود: هل المراد بالحرف حرف المعنى أو المبنى؟ لكن المرجح أنه حرف المبنى.
- من بركاته أنه شفاء لأمراض القلوب، ولأمراض الأبدان، فمن قرئت عليه الفاتحة برئ من اللدغة كأنما نشط من عقال، كأنه ما أصيب؛ فالبركة فيه من كل وجه، من تدبره ورتله، وقرأه على الوجه المأمور به، هداه الله، من يريد ويروم الهدى فإنه هنا في قراءة القرآن على الوجه المأمور به
- من يريد زيادة الإيمان والطمأنينة وانشراح الصدر فعليه بقراءة القرآن، من يريد النور التام في الدنيا والآخرة فعليه أن يتمسك بالقرآن.
- من بركته أن فيه الهداية والبشارة ((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)) هدى لا شك أن فيه الهداية؛ لأنه هو الصراط المستقيم، كما جاء في تفسير السلف أنه القرآن هو الذي يهديهم وهو الذي يدلهم، ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) فالقرآن هدى، في مطلع سورة البقرة ((ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ))
- وكلام الله تعالى القرآن الكريم لا شك أنه مبارك؛ لأنه كلام ربنا، وكلامه صفة من صفاته تعالى، ولذلك كان هذا القرآن مباركاً، وفيه شفاء للناس، وبسبب قراءته يحصل الخير العظيم للعبد، ألَمْ ترَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن البقرة وآل عمران: {إنهما تأتيان يوم القيامة تحاجان عن صاحبهما}؟! وقال عليه الصلاة والسلام: {اقرءوا سورة البقرة، -اقرءوها واحفظوها- فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة} والبطلة هم: السحرة، وهذا حديث صحيح. فهي بركة ومضادة للسحر.
قال تعالى: ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ). وقوله تعالى ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)). قال الآلوسي: «قوله ((مُبَارَكٌ)) أي كثير الفائدة والنفع لاشتماله على منافع الدارين وعلوم الأولين والآخرين صفة بعد صفة».
وروى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهم غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوافٍّ تحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة».