1- في صحيح مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله علـيه وسلم قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» قال الشوكاني رحمه الله تعالى: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ مَحَبَّةِ الْأَئِمَّةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَأَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ الْأَئِمَّةِ مُحِبًّا لِلرَّعِيَّةِ وَمَحْبُوبًا لَدَيْهِمْ وَدَاعِيًا لَهُمْ وَمَدْعُوًّا لَهُ مِنْهُمْ فَهُوَ مِنْ خِيَارِ الْأَئِمَّةِ، وَمَنْ كَانَ بَاغِضًا لِرَعِيَّتِهِ مَبْغُوضًا عِنْدَهُمْ يَسُبُّهُمْ وَيَسُبُّونَهُ فَهُوَ مِنْ شِرَارِهِمْ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إذَا عَدَلَ فِيهِمْ وَأَحْسَنَ الْقَوْلَ لَهُمْ أَطَاعُوهُ وَانْقَادُوا لَهُ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ هُوَ الَّذِي يَتَسَبَّبُ بِالْعَدْلِ وَحُسْنِ الْقَوْلِ إلَى الْمَحَبَّةِ وَالطَّاعَةِ وَالثَّنَاءِ مِنْهُمْ كَانَ مِنْ خِيَارِ الْأَئِمَّةِ، وَلَمَّا كَانَ هُوَ الَّذِي يَتَسَبَّبُ أَيْضًا بِالْجَوْرِ وَالشَّتْمِ لِلرَّعِيَّةِ إلَى مَعْصِيَتِهِمْ لَهُ وَسُوءِ الْقَالَةِ مِنْهُمْ فِيهِ كَانَ مِنْ شِرَارِ الْأَئِمَّةِ.
قَوْلُهُ: (لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا تَجُوزُ مُنَابَذَةُ الْأَئِمَّةِ بِالسَّيْفِ مَا كَانُوا مُقِيمِينَ لِلصَّلَاةِ، وَيَدُلُّ ذَلِكَ بِمَفْهُومِهِ عَلَى جَوَازِ الْمُنَابَذَةِ عِنْدَ تَرْكِهِمْ لِلصَّلَاةِ.ا.ه
2- من أمثلة أولئك الأئمة الذين أحبوا رعيتهم وأحبتهم رعيتهم أولئك العدول الراشدون رضوان الله عليهم أجمعين:
- لما سمع علي رضي الله عنه خبر وفاة أبي بكر جاء باكياً مسرعاً مسترجعاً حتى وقف بالباب وهو يقول: رحمك الله يا أبا بكر كنت والله أول القوم إسلاما، وأخلقهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأعظمهم غنى، وأحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحماهم عن أهله، وأنسبهم برسول الله صلى الله علـيه وسلم خلقاً وفضلاً وهدياً وسمتا، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله صلى الله علـيه وسلم وعن المسلمين خيرا، صدَّقت رسول الله صلى الله علـيه وسلم حين كذبه الناس، وواسيته حين بخلوا، وقمت معه حين قعدوا، وسمَّاك الله في كتابه صدِّيقا، فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} يريد محمداً ويريدك، كنت والله للإسلام حصنا، وللكافرين ناكبا، لم تضلل حجتك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً في بدنك قوياً في دينك متواضعاً في نفسك عظيماً عند الله جليلاً في الأرض كبيراً عند المؤمنين، لم يكن لأحد عندك مطمع ولا هوى، فالضعيف عندك قوي والقوي عندك ضعيف حتى تأخذ الحق من القوي وتعطيه للضعيف؛ فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك.
- وذكر أبو القاسم الأصفهاني: أن أم أيمن قالت: لما مات عمر بن الخطّاب رضي الله عنه “اليوم وَهي الإسلام”
- لما طعن عمر أمر صهيباً أن يصلي بالناس، ويطعمهم ثلاثة أيام حتى يجتمعوا على رجل، فلما وضعت الموائد كفّ الناس عن الطعام، فقال العباس: “يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فأكلنا بعده وشربنا ومات أبو بكر رضي الله عنه فأكلنا، وإنه لا بدّ للناس من الأكل والشرب”، فمدّ يده فأكل الناس.
- في الصحيحين عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، فَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَهُمَا.
- وعن زيد بن وهب أن سويد بن غَفَلة دخل على عليّ رضي الله عنه في إمارته فقال: “يا أمير المؤمنين، إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما أهل له من الإسلام، فنهض إلى المنبر، وهو قابض على يدي، فقال: “والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما ويخالفهما إلا شقي مارق، فحبهما قربة، وبغضهما مروق، ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وصاحبيه، وسيدي قريش وأبوي الإسلام، فإني بريءٌ ممن يذكرهما، وعليه معاقب”
- عن فاطمة بنت عبد الرحمن اليشكرية عن أمها، أنها سألت عائشة: وأرسلها عمُّها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، فإن الناس قد أكثروا فيه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله، وإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسند ظهره إليَّ، وإن جبريل عليه السلام ليوحي إليه القرآن وإنه ليقول: «اكتب عثمان»، فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا كريماً على الله ورسوله
- وروى الإمام أحمد بسنده عن محمد بن الحنفية قال: بلغ علياً أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد قال: فرفع يده حتى بلغ بهما وجهه، فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل، قال مرتين أو ثلاثا. وروى ابن سعد بسنده عن ابن عباس أن عليا قال: والله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله، ولكني نهيت، والله ما قتلت عثمان ولا أمرت ولكني غلبت، قالها ثلاثا. وجاء عنه أيضا أنه قال رضي الله عنه: من تبرأ من دين عثمان فقد تبرأ من الإيمان، والله ما أعنت على قتله ولا أمرت ولا رضيت.
- وقد طلب معاوية،رضي الله عنه في خلافته من ضرار الصدائي أن يصف له عليا، فقال: اعفني يا أمير المؤمنين قال: لتصفنه، قال: أما إذ لابد من وصفه فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله – مع تقريبه إيانا وقربه منا- لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد أني قد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري، إلي تعرضت أم إلىَّ تشوفت! هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك
4- قد عاش كثير من المسلمين عشية الجمعة التي مضت ليلة ليلاء حين سمعوا بأن انقلابا قد وقع في تركيا، وبلغت القلوب منهم الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدا، ومكث كثير منهم يدعو ربه ويرجو ويتضرع الليل كله بأن لا يصلح الله كيد الخائنين، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، وطفقوا يتابعون الأخبار ويتسقطون الأنباء فيفرحون حين يسمعون ما يطمئنهم إلى أن انجلت الغمة وزالت الكربة، والسؤال أيها المسلمون: لم كان ذلك كله؟ لم يهتم الناس بأخبار تركيا؟ لم يحرص الحادبون أهل الإسلام على بقاء حكم الرئيس التركي؟ لأنهم رأوا منه إسلاما وإيمانا؛ لأنهم سمعوا يرتل القرآن ترتيلا؛ لأنهم عهدوه مدافعاً عن الإسلام وأهله، ساعياً في تنفيس كرباتهم وتفريج همومهم؛ هو الذي غضب للمسلمين في التركستان الشرقية حين بطش بهم الصينيون الشيوعيون، هو الذي بنى بيوتاً للمسلمين الروهينجا حين أحرقها البوذيون، هو الذي زار الصومال حين ضربتها المجاعة، وسخر جمعيات الأتراك وأموالهم لإنقاذ المسلمين في الصومال، هو الذي دافع عن أهل غزة وحاول إمدادهم بالمؤن والأغذية، هو الذي أجبر اليهود على الاعتذار – صاغرين – في سابقة لم تحصل من قبل، هو الذي واجه اليهودي القبيح بيريز حين استطال بلسانه ودمغ المجاهدين في غزة بأنهم إرهابيون، هو الذي أوى أهل سورية الفارين من جحيم طاغية الشام، وأبى أن يسميهم لاجئين وقال: بل هم ضيوفنا، هو الذي شعر المسلمون في كلماته بعزة الإسلام وكبريائه، وآخر ذلك حين قال بعض المستكبرين من أهل أوروبا: إن تركيا لن تدخل الاتحاد الأوروبي ولو بعد ثلاثة آلاف سنة؛ فكان جوابه: والله ما ندري أين سيكون اتحادكم بعد ثلاثين سنة، هذا القائد الفذ أمر الناس بأن يخرجوا إلى الشوارع فخرجوا، وأمرهم بأن يحتلوا المطارات ففعلوا، وأمرهم بأن يواجهوا دبابات أولئك الخوارج الخونة فاسترخصوا الموت.
5- إن دروساً وعبراً نأخذها من ذلك الحدث الجلل أيها الناس، ومن ذلك:
- كان واضحاً كل الوضوح التعلق بالله تعالى من قبل الأتراك والجماهير العربية والإسلامية وسؤاله بإخلاص وإقبال أن يبطل كيد الكائدين, وما تكبير الأتراك ودعاؤهم الله تعالى وهتافهم باسمه سبحانه فى الشوارع والميادين إلا دلائل على هذا الذي ذكرته, وما سجودهم وصلواتهم فى الطرقات إلا مظهر يدل على الذي قلته, ودع عنك التأذين من المنائر والتكبير وقراءة القرآن، أما عشرات الملايين من العرب والمسلمين الذين كانوا يبتهلون ويدعون فهم دليل آخر على حسن الصلة بالله وجليل التعلق به, ولو لم نخرج من هذه الحادثة إلا بهذا لكان هذا كافيا ولله الحمد والمنة, فالتعلق بالله والانكسار إليه وقت الشدائد لهو مفتاح النصر وطريق الفوز
- ظهر واضحاً جلياً في تلك الليلة مدى اتحاد الشعوب العربية والإسلامية واجتماعها على حب الخير لتركيا قيادة وشعبا فعشرات الملايين كانت قلوبها مع الأتراك, وقد أظهروا فرحاً منقطع النظير بسقوط الانقلاب ومن نظر فى الفيس وتويتر والقنوات الفضائية الشريفة علم ما قلته وهذا يدل بوضوح على أن المسلمين يد واحدة مهما اختلف زعماؤهم وساءت العلاقات السياسية , وأن قلوب المسلمين مع تركيا وتجربتها الجليلة, وتوجهاتها الإسلامية الظاهرة
- أظهر القائد أردوغان رباطة جأش منقطعة النظير وقام بتوجيه شعبه إلى الخروج فى الشوارع والمرابطة بالميادين, وهكذا ينبغي أن يكون القائد المرتبط بشعبه, والواثق بربه, فلا يخنع ولا يخضع, بل يتقدم الصفوف, ويوجه الملاين التي تنتظر إشارته, وكم كانت الجماهير التركية وفية لقائدها الذي قدم لها الكثير وبذل لها الكثير, وما أجمل كلمته التي قالها بأن الدبابات والمعدات الحربية الموجودة فى الشوارع لا تتبع الجيش التركي فانقض عليها الشباب ضرباً وأسراً للجنود ورأينا بأم أعيننا الشباب العزل يخوضون معركة الكرامة أمام حفنة من العبيد وما أغنى عنهم سلاحهم شيئاً وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب ويوماً بعد يوم يتضح لنا ربانية هذا الرجل الصالح المصلح القائد المحنك فعندما قال له الأعداء: لن تدخلوا الاتحاد الأوروبي ولو بعد 3 ألاف سنة!! فقال لهم: لا ندري أين سيكون اتحادكم بعد 30 سنة!!! وها هو يبدأ بالتفكك بحمد الله ومنِّه وكرمه بعد خروج انجلترا منه وقد منح الله تعالى عبده أردوغان فرصة عظيمة ليقضى بها على من ظهر منهم الخيانة فى الداخل ل{ِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}
- أظهر سفهاء العرب ومنافقوهم تضامناً غريباً فى الترحيب بالانقلاب والتشفي من أردوغان وحزب العدالة, ونعقت قنوات الضلال وعلى رأسها القنوات المصرية الفاجرة كالبوم مبشرة بزوال حكم أردوغان, واستضافت الشامتين والشامتات, وفعلت كل ما تستطيع فعله لإظهار حقدها وعداوتها وشماتتها, وقام جماعات من مغردي السوء والضلال ببث سمومهم فى التويتر فرحين شامتين فأبى الله تعالى إلا خذلانهم وإبقاء عبده أردوغان على رأس الدولة التركية {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} وهذا التضامن العلماني التغريبي الضال دالُّ على طبيعة المعركة وأنها بين الحق والباطل, وأن أعداء هذا الدين قد شمَّروا عن سواعدهم, وفعلوا كل ما يستطيعون لتنحية كل عامل لدين الله تعالى باذل معطاء مصلح, ووأد كل تجربة إسلامية شريفة نزيهة وتعطيل كل عمل صالح
- أظهر الشعب التركي وعياً وفهماً جليلاً وإدراكاً لطبيعة المعركة, ولا أكتمكم أنى لم أكن أظن أن الشعب التركي هكذا, والحمد لله قد خاب ظني، والعقبى للشعوب العربية أن تعي وتفهم وأن تضحي وتبذل وأن تستفيد من تجربة الشعب التركي
- قد ظهر واضحاً وجوم القيادات الصليبية والصهيونية وذهولها وأنها لم تنكر على الانقلاب إلا على مضض وبعد لأي ووقت طويل نسبياً مما يظهر أن المؤامرة دولية وليست فقط جولانية وإنما فتح الله جولن وأذنابه كانوا كلاباً دربها مدربون حُذاق ظنوا أنهم سيهزمون التجربة الإسلامية بهم فأتاهم الله تعالى من حيث لم يحتسبوا فأفشل صنيعهم وأذهب تخطيطهم أدراج الرياح
- وإن كان هنالك من فائدة من هذا الانقلاب ومن ربانية فى ثنايا تلك المحنة فهي أن الجيش لن يجرؤ بعد ذلك على الانقلاب على الشرعية الدستورية – إلا أن يشاء الله – فقد رأوا من استبسال الشعب وقومته قومة رجل واحد أمام الانقلاب ما يقنعهم باستحالة تكرر ذلك، وأن شبح العسكر الانقلابيين قد ولى إلى الأبد ولله الحمد والمنة, وأن تركيا مقبلة على تاريخ جديد وستتم غربلة الجيش التركب من الخونة الذين باعوا أنفسهم للأعداء