خطب الجمعة

عاقبة الكفر

خطبة يوم الجمعة 16/8/1433 الموافق 6/7/2012

قد مضى معنا الكلام في أن الكفر هو أعظم ذنب عصي الله به في الأرض، وأن الكافر قد حرم الله عليه الجنة {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} وأن الله تعالى قد وصف الكفار في كتابه بأشنع الصفات وأخبثها، وأخبر أن الكافرين هم الظالمون الفاسقون الضالون الممقوتون المبغوضون الملعونون المحرومون من رحمة الله، لا ولاية لهم ولا مغفرة ولا هداية، بل عملهم حابط ودعاؤهم مردود، والنار قد تهيأت لاستقبالهم.

فما هي الأسباب المؤدية إلى الكفر أيها المسلمون:

  • الشيطان وتزيينه الكفر قال تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين وقال تعالى في بيان علَّة الكفر لملكة سبأ وقومها، فقال وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون وذلك بإثارة الشبهات والشهوات، والشبهات في العقول، والشهوات في القلوب.
  • جنود الشيطان من أصحاب المبادئ الهدامة للحديث {خط رسول الله  خطاً ورسم على جوانبه خطوطاً وقال: هذا هو طريق الله وهذه السبل على رأس كل واحد منها شيطان يدعو إليه} فالشيوعية والوجودية وغيرها من مناهج الإلحاد كلها من صنع يهود لعلمهم أنه لا نصر إلا بإفساد شباب الأمة ومثقفيها في عقولهم وتشكيكهم بإسلامهم وعند ذلك فقط تزول عوائق الأمة أمام أعدائها. وحال بعضهم كما قال الأول: وكنت امرءا من جند إبليس فانتهى بى الفسق حتى صار إبليس من جندى فلو مات قبلى كنت أحسن بعده طرائق فسق ليس يحسنها بعدى
  • حيوانية الغاية قال تعالى والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم فأتباع فرويد اليهودي صاحب النظرية الجنسية، وأدونيس رائد الحداثة والخلاعة. ونزار قباني شاعر النهود والفروج وغيرهم ممن عاشوا أعمارهم لإثارة الغريزة والهبوط بالإنسانية إلى دركات البهيمية ورفض ضوابط الدين والأخلاق والعرف.

لحا الله صعلوكاً مناه وهمه من العيش أن يلقى لبوساً ومطعما

يرى الخمص تعذيباً وإن يلق شبعة يبت قلبه من قلة الهم مبهما

  • حب الرئاسة والاستكبار وخوف الذم والتعيير؛ فمنهم من أحب الرئاسة: كحال هرقل ملك الروم وقد بان له الحق؛ فلما عرض الإسلام على الأساقفة نفروا منه وبادروا إلى الأبواب معرضين، فأمر هرقل بردِّهم وقال: أردت أن أختبركم! وصده حب الملك والرئاسة عن الإيمان. وكفر بسبب الاستكبار: ككفر فرعون وملئه وقد رأوا الحق بأعينهم في المعجزة التي أيد الله بها نبيه موسى u قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا وخوف الذم والتعيير: ككفر أبي طالب: لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي  وعنده أبو جهل، فقال رسول الله  {أي عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله} فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر ما كلمهم به: على ملة عبد المطلب، فقال النبي  {لاستغفرن لك ما لم أنهَ عنك} فنزلت إنك لا تهدي من أحببت

وأما عاقبة الكفر فما أشنعها في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا:

أ- فإن الكافر في ضلال ومقت من الله عليه، قال تعالى ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل فهو في شقاء ضلاله حيث لا هداية ولا توفيق في رأي أو عمل فيكون وبالا على نفسه ومن، ثم مقت الله له ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا

ب- وأن عقوبته القتل: أجمع الفقهاء على أن من تحول عن دين الإسلام إلى غيره فإنه يقتل لقول النبي  {من بدل دينه فاقتلوه}

ج_ إنه مغلوب مهما كاد ومكر، قال تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد

وأما في الآخرة:

أ- محروم من مغفرة الله سبحانه قال تعالى إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم

ب- ولا ينفعه عمله الصالح من إعانة مريض أو تصدّق على فقير فإن الله يعجِّل له ثوابه في الدنيا فيعافه في بدنه أو يغنيه حتى إذا جاء يوم القيامة لا حسنة له، قال تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال ابن كثير: فأخبر أنه لا يحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال التي ظنوا أنها منجاة لهم شيء وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي إما الإخلاص فيها وإما المتابعة لشرع الله.

ج- عظم جسده في النار ليزداد عذاباً وألماً للحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع}. وللحديث {ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث}

د- نقمة الكافر على من أضله؛ قال تعالى وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدمنا ليكونا من الأسفلين

الخطبة الثانية

فما أعظم أجر الدعوة إلى الله تعالى، وما أقل العاملين لها والساعين في نشرها؛ ومن هؤلاء منظمة وليدة تسمى welcome to Islam)) هذه المنظمة قد وفِّقت إلى إدخال نحو من مائة وخمسين في دين الله، من جنسيات بريطانية وأمريكية وصينية وفلبينية وأثيوبية ومن الجامايكا، وقد حصلت هذه المنظمة على قطعة أرض قريباً من جامعة إفريقيا، لتبني عليها مقراً ومسجداً تلقى فيه الخطبة باللغة الإنجليزية تبين لهؤلاء تعاليم الإسلام ومفاهيم القرآن، وهي تطلب منكم الدعم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى