1ـ بيان فضل هذه الأيام المباركة وما يستحب فيها من الإكثار من ذكر الله تعالى والتقرب إليه بصالح الأعمال، وفي ذلك حديث البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه {ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء}
2ـ يشرع صوم يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة ولو بدون صوم يوم قبله؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على صومه وبيان فضله وعظيم ثوابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يوم عرفة يكفِّر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية} رواه أحمد ومسلم وأبو داود. وهذا الحديث مخصص لعموم حديث {لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا من يصوم يومًا قبله أو بعده}، رواه البخاري ومسلم؛ فيكون عموم النهي محمولًا على ما إذا أفرده المسلم بالصوم؛ لكونه يوم جمعة، أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع، بل مشروع ولو أفرده بالصوم، لكن إن صام يومًا قبله كان أولى لما فيه من الاحتياط بالعمل بالحديثين، ولزيادة الأجر