خطب الجمعة

محاربة الإسلام للعصبية

خطبة يوم الجمعة 22/2/1426 الموافق 1/4/2005

1ـ حال العرب قبل الإسلام مع قبائلهم، كيف كانت القبيلة هي الآمر الناهي، ولا يجد الفرد أمناً ولا استقراراً إلا في رحاب القبيلة، حتى إن المرء ليلغي عقله ويسير حسب هوى القبيلة، ومن تلك الأمثلة المخزية:

  • ما كان من أبي جهل حين سأله الأخنس بن شريق عن رأيه فيما سمع من محمد صلى الله عليه وسلم
  • ما كان منه يوم بدر حين قتل وصعد ابن مسعود على صدره

2ـ كيف استفاد الإسلام من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، ومن تلك الأمثلة:

  • إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
  • حماية أبي طالب لرسول الله، ودعوته بني هاشم وبني المطلب

ونُسلمه حتى نصرع حوله      نُذهل عن أبنائنا والحلائل

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه      ربيعُ اليتامى عصمةٌ للأرامل

فوالله لولا أن أجيء بسبة      تُجرُّ على أشياخنا في المحافل

لكنا اتبعناه على كل حالة      من الدهر جداً غير قول التهازل

3ـ حرم الإسلام نصرة الظالم؛ ففي الحديث (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قيل: يا رسول الله، فكيف أنصره ظالماً؟ قال عليه الصلاة والسلام: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه) رواه الشيخان، وقال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه) رواه أحمد وأبو داود

4- كيف عمل الإسلام على تذويب العصبية؟

  • جعل الأخوة قائمة على أساس الدين {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} وامرأة فرعون قالت {رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين} وفي الوقت نفسه جمعت بين صهيب وبلال وسلمان وأبي بكر
  • حرَّم موادة الكافر ومن عادى الله ورسوله ولو كان من كان {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} قيل: نزلت في أبي عبيدة وأبي بكر وعمر وعلي وحمزة رضي الله عنهم، روى ابن هشام أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسعيد بن العاص (ومر به): إني أراك كأن في نفسك شيئاً أراك تظن أني قتلت أباك! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، ولكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة: فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه (أي بقرنه) فَحِدْتُ عنه.. وقصد له ابن عمه عليُّ فقتله. ومن هذا القبيل ما كان من أم حبيبة رضي الله عنها مع أبيها حين طوت عنه الفراش
  • حرَّم القتال تحت راية العصبية القبلية، ففي الحديث (من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ) رواه مسلم، والعمية هي الأمر الأعمى الذي لا يستبين وجهه. وقال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) رواه مسلم. وفي خطبة الوداع وضع المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أسس التجمع العقدي الصحيح إذ قال: (وكل دم في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه: دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله.. وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى