خطب الجمعة

من حكم العيد

خطبة يوم الجمعة 2/ 10/ 1426 الموافق 4/ 11/ 2005

① من المناسبات العظيمة في الإسلام يوم الفطر ويوم الأضحى؛ روى أبو داود في سننه من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما فقال {إن الله تعالى أبدلكم بهما يومين خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى}

② من القيم العظيمة التي يجب إحياؤها في العيد قيمة العفو والصفح؛ لدلالة نصوص القرآن على ما فيها من الأجر والثواب؛ قال تعالى )والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس( وقال جل جلاله  )وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله( وقال سبحانه )وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم(

③ كان العفو لحمة نبينا صلى الله عليه وسلم وسداه ودينه وديدنه وخلقه؛ ومن ذلك أنه e ما انتقم لنفسه في شئ قط إلا أن تنتهك حرمات الله فلا يقوم لغضبه شيء، وقد عفا عن الأعرابي الذي أراد قتله بالسيف، وعفا عمن أساء إليه، ومن ذلك ما كان منه مع كفار قريش يوم فتح مكة، وما كان منه صلى الله عليه وسلم مع الأعراب الجفاة الغلاظ كالذي قال له: يا محمد اتق الله واعدل، يا محمد أعطني ليس المال مالك ولا مال أمك ولا مال أبيك، وقد قال كعب بن زهير يمدح نبينا صلى الله عليه وسلم:

نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول

④ ما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم من الحرص على العفو طلباً للأجر من الله تعالى، ومن ذلك:

  • حال أبي بكر مع مسطح بن أثاثة رضي الله عنه ونزول قوله تعالى )ألا تحبون أن يغفر الله لكم(
  • قول عمر رضي الله عنه: كل المؤمنين مني في حل
  • حال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع حسان بن ثابت رضي الله عنه
  • حال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع ابن الزبير رضي الله عنه
  • حال علي بن الحسين مع ابن عمه الحسن بن الحسن
  • حال صفية بنت حيي رضي الله عنها مع الجارية التي وشت بها لعمر بن الخطاب
  • حال الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو في سكرات الموت ورفضه أن يسمي الذي سقاه السم
  • حال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين علم بأن غلامه هو الذي سمه
  • قول أحمد بن حنبل رحمه الله: كل من ذكرني فهو في حل إلا مبتدعاً
  • نقل أبو بكر بن الخطيب حكاية مقتضاها أن رجلاً صلى الجمعة، فرأى رجلاً متنسكاً لم يصل، فكلمه فقال له: استر عليَّ، لدعلج عليَّ خمسة آلاف، فلما رأيته أحدثت، فبلغ ذلك دعلجاً، فطلبه إلى منزله، وحلله من المال، ووصله بمثلها لكونه روَّعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى