الحمد لله الذي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يحي ويميت بيده الخير وهو حي لا يموت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه، أرسله ربه هادياً ومبشرا ونذيرا، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. أما بعد
1- فقد مضى معنا الكلام في الخطبة الماضية عن العدالة الاجتماعية التي يكفلها نظام الإسلام لكل منسوبيه، وأن الدولة المسلمة يجب عليها أن توفر العمل المناسب لكل فرد حسب مقدرته، وأن الأجور ينبغي أن تكفل للناس ضرورات حياتهم؛ فقد قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم (من ولي لنا عملا وليس له دابة فليتخذ دابة، ومن ولي لنا عملا وليس له مسكن فليتخذ مسكنا، ومن ولي لنا عملا وليس له زوجة فليتخذ زوجة) وقد روي أن أبا عبيدة تحدث يوماً مع عمر رضي الله عنه في استخدام الصحابة في العمل فقال (أما إن فعلت فأغنهم بالعمالة عن الخيانة) قال أبو يوسف في تفسير هذا الكلام (إذا استعملتهم على شيء فابذل لهم العطاء والرزق لا يحتاجون)
وعلى الدولة أن تكفل للناس عيشاً كريماً في تعليم مناسب وعلاج مناسب، وأن النبي صلى الله علـيه وسلم قد باشر ذلك كله في دولته وكذلك خلفاؤه من بعده رضوان الله عليهم أجمعين.
2- وما زالت مشكلة الفقر هي الهم المقعد المقيم لكل مصلح وحادب على مصلحة الناس؛ لما علموه يقينا من أن الفقر قرين الكفر، وقد كان من دعاء النبي صلى الله علـيه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول ثلاثا (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر) وأوضح صلى الله عليه وسلم أن الحاجة والطمع في المال تدفع المرء إلى بيع دينه، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (يبيع أحدهم دينه بعرضٍ من الدنيا قليل) والفقر سبب للآفات العقدية والمشاكل الأخلاقية والاجتماعية؛ والفقر مدعاة للشك؛ إذ إنه يكون مدعاة للشك في حكمة التنظيم الإلهي للكون، والارتياب في عدالة التوزيع الرباني للرزق، فيصبح لسان حال صاحب هذا التصور:
كم عالمٍ عالم أعيت مذاهبه وجاهل جاهل تلقاه مرزوقاً
هذا الذي ترك الألباب حائرة وصيّر العالِم النِّحرير زنديقاً
وقد يرضى بعضٌ باعتناق النظرة الجبرية إلى الأمور وهي نظرة تتعارض مع عقيدة القرآن والسنة؛ فهو يُقنع نفسه بأن الفقر وإن كان شراً وبلاءاً فهو أمرٌ قد قضاه الله في السماء ولا يجدي معه الطب والدواء؛ فقد أراد الله أن يفضل بعض الناس على بعض في الرزق ليبلوهم، وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء، ولا رادَّ لقضائه ولا معقب لحكمه، وغير ذلك من كلام حق يُراد به باطل، ويروَّج مترافقاً مع سياسات الإفقار ومخططات التجويع ليقنع الناس بالرضا والصبر ولا ينبسوا ببنت شفة ولا تنفرج أفواههم عن لفظة اعتراض، ولسان حالهم يقول:
الرزق كالغيث بين الناس منقسم هذا غريق وهذا يشتهي المطرا
أو كما قال آخر : يسعى القوي فلا ينال بسعيه حظاً ويحظى عاجز ومهين
أو كما قال ثالث: تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن يرمى للكلاب
وذو جهل ينام على حرير وذو علم ينام على التراب
2- وقد استخدم الإسلام أساليب متعددة لمحاربة الفقر يمكن إجمال بعضها تحت مجالين:
أولاً: مجال الفكر والتصور.
ثانياً: مجال السلوك والتصرف.
أولاً: مجال الفكر والتصور: يقول العلماء: «التصرف ناتج عن التصور» وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يميِّز المسلم بالتصور الناضج لقضية الفقر (الحرمان والحاجة) وأن ينطلق من نظرة صحيحة نحوها تمهد للمواقف المتخذة في معالجته ومحاربته. لذا نجد أن الإسلام من خلال نصوص القرآن والسنة له تصوره المتميز لهذه القضية؛ حيث:
1- يعتبر أن الفقر مصيبة وآفة خطيرة توجب التعوذ منها ومحاربتها، وأنه سبب لمصائب أخرى أشد. كان من دعاء النبي صلى الله علـيه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من فقر ينسيني) وكان يستعيذ بالله من ضلع الدين وغلبة الرجال.
2- ينكر النظرة التقديسية وكذلك الجبرية للفقر والحرمان؛ فكيف تُقدَّس الآفات ذات الأثر السيئ على دين الأمة ودنياها؟ وكيف ينظر إلى الفقر على أنه قدر الله المحتوم، ولا يُعدُّ الغنى كذلك قدرٌ يدفع به الفقر لتصلح الأوضاع وتعمر الأرض ويتكافل الناس؟
3- حثَّ الإسلام على الدعاء بطلب الغنى؛ ورد في صحيح مسلم من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»، ومن أدعية الصباح والمساء: «اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً صالحاً مُتقبَّلاً»
4- جعل من دلائل حب الآخرين وابتغاء الخير لهم الدعوة لهم بوفرة المال؛ أورد البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لصاحبه وخادمه: «اللهم أكثر ماله»، وكذا دعا لعبد الرحمن بن عوف و عروة بن جعد بالبركة في تجارتهما كما في صحيح البخاري.
5- اعتبر الغنى بعد الفقر نعمة يمتن الله على عباده بها؛ قال تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} وقال تعالى ممتناً على قريش: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}
6- أكد أن المال ركن هام لإقامة الدين والدنيا؛ يقول الله تعالى: {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}. وفي الحديث القدسي يقول تعالى: «إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة» في صحيح الجامع من حديث أبي واقد الليثي. وفي الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر » وقد قدّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في معظم المواضع القرآنية.
7- جعل الرزق الوفير ثمرة يُرغِّب إليها إتيان الصالحات؛ قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ} وفي الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يُبسَط له في رزقه ويُنسَأ له في أثره فليصل رحمه».
8- جعل الحرمان والحاجة نتيجة يُرهب بها من اجترح السيئات؛ يقول تعالى: {….فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن: «إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه»
9- جعل الغنيَّ المنفق أحد اثنين تمدح غبطتهم؛ حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق…».
10- رغَّب في الإنفاق والصدقة وهي لا تتحقق غالباً إلا في ظل الغنى.
11- ميزَّ بين الغني المنفق والفقير الآخذ: في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة».
12- اعتبر المال خيراً فُطِرَ الإنسان على حبه؛ قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ} وقال تعالى: {وَتُحِبُّونَ المَالَ حُباًّ جَماًّ}
ثانياً: في مجال السلوك والتصرف: لم يكتف الإسلام بصياغة النظرة المتفردة لأتباعه تجاه الفقر، بل حدد مجالات السلوك والتصرفات التي يستوجبها ذلك التصور، وقدّم حلولاً عملية واقعية يأخذ بها الناس ليدرؤوا عن أنفسهم شبح الفقر والحرمان وما ينجم عنه، ومن ذلك:
1- العمل والسعي: يعتبر الخبراء أن العمل أساس الاقتصاد الإسلامي؛ فهو المصدر الرئيس للكسب الحلال. والعمل مجهود شرعي يقوم به الإنسان لتحقيق عمارة الأرض التي استُخْلِفَ فيها والاستفادة مما سخَّره الله فيها لينفع نفسه وبني جنسه في تحقيق حاجاته وإشباعها. وقد حثَّ الإسلام على السعي والعمل من خلال:
أ- الامتنان بنعمة تسخير الأرض وما فيها، وطلب الاستفادة منها عبادةً لله؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} وقال جل من قائل {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ}. وقال سبحانه {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}
ب- جعله دليلاً على صدق التوكل على الله والثقة به: في صحيح الجامع الصغير من حديث عمر رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تَوَكَّلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً» والشاهد من الحديث: «تغدو، تروح» سعياً وحركة، وليكن شعار المسلم: « ابذر الحَبَّ… وارجُ الثمار من الرب ».
ج- الحث على أنواع المهن والحرف ومن ذلك:
– التجارة: وقد اشتغل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجارة، وتاجر مع عمه أبي طالب ثم مع أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها واشتغل صحابته الكرام بذلك ومنهم: أبو بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف و طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم وغيرهم، وقد تواصى السلف فيما بينهم ومع تلامذتهم أن: «الزموا السوق»، وفي كتب الفقه تُخَصَّص كتب للبيوع وما يتعلق بها وغيرها من الكتب حول التجارة ومعاملاتها.
– الزراعة: ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة» وعند الترمذي وغيره من حديث جابر وسعيد بن زيد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحيا أرضاً ميْتة فهي له»
– الصناعات والحرف: ففي البخاري يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحدٌ طعاماً قَطُّ خيراً من أن يأكل من عمل يده» وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الكسب أفضل؟» قال: «عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور » وفي صحيح البخاري ومسلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يحتطب أحدكم على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه»
د- اعتبار العمل والكسب من الصدقات ووسيلة إليها: في الحديث المتفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على كل مسلم صدقة قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق»
هـ- تربية صفوة البشر من الأنبياء على العمل لاتخاذهم قدوة: فقد عمل الأنبياء في أعمال وحرف عدة ومنها رعي الأغنام، وصناعة الحديد، والتجارة، وغيرها، ومما ورد في ذلك من الأدلة: قول الرجل الصالح لموسى عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط» وفي البخاري أيضاً من حديث المقدام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» وهكذا فعل ورثة الأنبياء من العلماء الربانيين فاشتهرت أسماء أمثال: البزَّاز، الجصَّاص، الخوَّاص، القطَّان، الزجَّاج.
و- عدم الاعتراف بالملكية التي لا يكون مصدرها العمل والطرق المشروعة: فحرّم الإسلام أعمال الغصب والسلب والسرقة والنصب والمقامرة والربا وما ينشأ عنها من مكاسب مالية، واتخذ إزاء ذلك العقوبات الرادعة، وفي ذلك إلزام لأفراد المجتمع في البحث عن الكسب المشروع؛ وأغلب ذلك لا يتأتى إلا عن طريق العمل.
ز- الترهيب من التسوّل والاحتيال على الآخرين؛ ففي القرآن الكريم الحث على الاهتمام بالذين لا يتسوَّلون وتحسس أحوالهم ورعايتهم: قال تعالى: {لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} وروى الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم» وفي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل الناس أموالهم تَكثُّراً؛ فإنما يسأل جمراً؛ فليستقلَّ، أو ليستكثر».
ح- النهي عن التصدق على غير المحتاج: أخرج الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مِرَّةٍ سوي»
وفي الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الترمذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع»