فلا زال أعداء الله عز وجل يمكرون بهذه الأمة مكراً كبارا، تارة بالغزو العسكري المباشر، وتارة بالغزو الحضاري الفكري الذي يأتي على بنيان الدين من القواعد، وتارة بتنصيب حكام ظلمة فسقة يقومون بمهمته فيقعدون للناس بكل سبيل، يحاربون الإصلاح ودعاته ويريدون للأمة أن تعيش في غيبوبة من الاهتمام بسفاسف الأمور، وهذه كلها أبواب تحتاج إلى جهاد كبير عملاً بقول ربنا جل جـلاله {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا} وقد قد مضى معنا أن الجهاد في سبيل الله أنواعه كثيرة، ومن هذه الأنواع أيها المسلمون عباد الله:
أولاً: الجهاد العلمي، وقد عده ربنا جل جلاله عدلاً للجهاد القتالي؛ فقال سبحانه {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسـلم “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع”
ثانياً: الجهاد الاجتماعي، وذلك ببر الوالدين “ففيهما فجاهد” وكذلك خلافة المجاهدين في أهليهم بستر عوراتهم وسد خلاتهم وتذليل مصاعبهم “من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله فقد غزا”
ثالثاً: الجهاد الاقتصادي، وذلك في حق كل من ضرب في مناكب الأرض يبتغي من فضل الله يريد لأمته أن تكون منتجة لا مستهلكة ومصدرة لا مستوردة، ومصنعة لا عالة على غيرها
رابعاً: الجهاد التربوي، وذلك في حق من عملوا في إعداد الجيل المؤمن الذي يقدم حب الله ورسوله صلى الله عليه وسـلم على كل حب
خامساً: الجهاد الصحي، وذلك بمداواة المرضى ومعالجة الجرحى والتنفيس عن أهل الكروب
سادساً: الجهاد البيئي وذلك بالتشجير والتخضير والبناء والتعمير والتنظيف والتطهير، قال النبي صلى الله عليه وسـلم “من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله تعالى يوم القيامة، إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة” “ومن قطع سدرة صوب الله رأسه في النار”