خطب الجمعة

نعيم الجنة

خطبة يوم الجمعة 21/9/1427 الموافق 13/10/2006

1ـ فضل العشر الأواخر من رمضان، والحديث عن الجنة فيها لعله يكون حافزاً على الصدق في طلبها والرغبة فيها؛ وتحقيق مراد الله منا ليحصل لنا النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول

2ـ نعيم الجنة لا يقدر قدره إلا الله، مهما جال في الخاطر من الصور الزاهية، فنعيم الجنة أتم وأكمل:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه {أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت} رواه الشيخان، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما {ألا هل من مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطَّرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد، في دار سليمة، وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية}
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه {ينادي منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبداً؛ فذلك قول الله جل جلاله )ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(
  • سعة الجنة لا يقدرها إلا الله )وجنة عرضها السموات والأرض( قال المفسرون: العرض أقصر الامتدادين، وفي ذكره دون ذكر الطول مبالغة، للمؤمن فيها خيمة مجوفة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً، للمؤمن فيها شجرة يسير في ظلها مائة عام ما يقطعها )وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين(
  • وليست هي جنة واحدة بل جنات؛ أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر؛ أصابه سهم غرب فقتله؛ فقالت: يا رسول الله: قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبكِ عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع!! فقال لها {هبلت! أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة وإنه لفي جنة الفردوس}
  • ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام
  • أنهارها )فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات(
  • حسنهم لا يقدره إلا الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه {إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة؛ فتهب عليهم ريح الشمال؛ فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً؛ فيرجعون إلى أهلهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً. فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً} رواه مسلم، وعن أنس رضي الله عنه {لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لأضاءت الدنيا، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها} رواه الترمذي
  • وأما بناؤها: فلبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وترابها العنبر، وحشيشها الزعفران
  • وأما آنيتها؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه {جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم جل جلاله إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن} رواه الشيخان
  • شهوة المؤمن فيها مجابة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً وهو يحدِّث وعنده رجل من أهل البادية {أن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه جل جلاله في الزرع؛ فقال له ربه جل جلاله: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكني أحب أن أزرع. قال: فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال. قال: فيقول له ربه جل جلاله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء} فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً فإنهم أصحاب زرع، وأما نحن فلسنا بأصحابه. قال: فضحك رسول الله e} رواه البخاري، وعن أبي سعيد رضي الله عنه {إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي} أخرجه أحمد والترمذي وحسنه
  • من أعظم نعيمهم أن الله تعالى يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً؛ عن أبي سعيد رضي الله عنه {إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا ربنا فأي شيء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً} رواه الشيخان، ويتنعمون بالنظر إلى وجه الباري جل جلاله عن صهيب رضي الله عنه {إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، وتزحزحنا عن النار، وتدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم جل جلاله ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم )للذين أحسنوا الحسنى وزيادة(
  • يأكلون ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، ولهم جشاء كرشح المسك تضمر منه بطونهم، يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس
  • سكانها الأنبياء والأولياء والأصفياء والشهداء؛ إخواناً على سرر متقابلين )لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين( قد نزع الله ما في صدروهم من الغل، وطهر ألسنتهم من اللغو؛ فلا يقولون إلا صواباً، لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً، إلا قيلاً سلاماً سلاما )وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم(

3ـ طريق الجنة متمثل في أمرين ذكرهما الله في كتابه؛ )إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون( أداء الصلوات المكتوبات في أوقاتها مع الجماعة، وصيام رمضان مع حفظه عن اللغو والرفث، وأداء زكاة المال طيبة بها النفس، وأداء الفريضة المكتوبة في حج بيت الله الحرام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر الطاقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وإحسان الجوار، وتحليل الحلال، وتحريم الحرام، والمحافظة على البيوت، وأمر الأولاد والأزواج بالصلاة، والغض عن محارم الله، وكثرة الذكر؛ فإن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى