1ـ فقد جرت سنة الله تعالى في الكون أن يحتدم الصراع بين الحق والباطل والهدى والضلال؛ هذا الصراع تحركه معتقدات الناس وأفكارهم، )ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين( وقد كان جهل المسلمين بدينهم من أسباب ترك الشريعة الإسلامية
2ـ ما زالت شريعة الإسلام مطبقة منذ أن بعث الله محمداً r إلى أن ضعفت دولة الخلافة العثمانية التي كانت تحكم بلاد الإسلام
3ـ أول عدوان على أحكام الشريعة كان على العقوبات والحدود حين سنت الدولة العثمانية عام 1840 قانون الجزاء العثماني، وهو ترجمة لقانون الجزاء الفرنسي مع شيء من التعديل
4ـ بقي قانون المعاملات المدنية ـ في البيوع والإجارة والوقف والربا والصرف والودائع والهبات والوصايا والديون ـ وفق أحكام الشريعة الإسلامية في أكثر بلاد الإسلام إلى أن وطئت أقدام الاستعمار الصليبي بلاد المسلمين
5ـ أما الأحوال الشخصية فلا زالت في أكثر بلاد الإسلام على ما تقرره الشريعة؛ لولا محاولات العدوان من البعض في تقييد تعدد الزوجات وتقييد إباحة الطلاق، وتفاوت الذكر والأنثى في الميراث
6ـ ظهرت أجيال من المسلمين لا تعرف من الإسلام سوى شعائر التعبد الظاهرة، وأحكام الجنائز والمواعظ العامة، مع ظهور التصوف المبتدع الذي قصر الدين على مظاهر وأشكال لا علاقة لأكثرها بالإسلام
7ـ من العوامل التي أدت إلى الأمية الدينية في بلاد المسلمين:
- غياب التربية الدينية الإسلامية عن مناهج التعليم، بحيث تقتصر مادة الدين على موضوعات تعبدية أو أخلاقية عامة، ويتخرج الطالب بأعلى الدرجات العلمية وهو يجهل كثيراً من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام
- وسائل الإعلام ليس فيها إلا نسبة ضئيلة من البرامج الدينية التي تكتفي بالعرض العام، دون مساس بموضوع الحكم بما أنزل الله من قريب أو بعيد
- العلماء الرسميون مهمتهم قاصرة على البيانات المتعلقة بالمواسم الدينية كرمضان والعيدين، وبيانات التأييد للحكام، دون نقد للأوضاع الخاطئة التي يعيشها الحكام والرعية
- الدعوة إلى العلمانية، التي تبناها كثيرون ممن نشئوا في أحضان الاستعمار الغربي ومعاهده الفكرية، وصنعوا على عينه، وتربوا على أيدي رجاله
8ـ ما هي أسباب ظهور العلمانية في أوروبا؟
- تسلط رجال الكنيسة، وجعلهم أمر المغفرة والحرمان بأيديهم؛ حتى أصبحوا أرباباً من دون الله، حتى وصل الحال بالكنيسة أن تبيع صكوك الغفران
- وقوف الكهنة ورجال الكنيسة ضد الفكر والعلم التجريبي
- فقدان المسيحية المحرفة أصلاً لنظام الحياة في السياسة والاقتصاد والحكم والاجتماع وغير ذلك من مناحي الحياة، حيث إن الديانة النصرانية المحرفة لا تتضمن إلا بعض الأخلاق والآداب، وليس فيها نظام شامل للحياة، ولذلك اشتهر عند النصارى مقولة (دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله)
- تضمن النصرانية دعاوى باطلة لا تستقيم مع العقل والفطرة، مثل التثليث، والخطيئة، والتكفير
9ـ ما هي أسباب انتقال العلمانية إلى بلاد المسلمين؟
- الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي والسيطرة عليه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
- الأقليات غير المسلمة في البلاد كالنصارى واليهود عن طريق استغلال الدعوة إلى القومية وعن طريق الأدب ووسائل الإعلام؛ حيث كان النصارى هم أول من أنشأ الصحف والمجلات
- البعثات التعليمية إلى البلاد الغربية
- المدارس والجامعات الغربية في البلاد الإسلامية
- تقدم الغرب الهائل في مضمار العلم المادي والقوة العسكرية
- تمكن عملاء الغرب والمخدوعين به وأصحاب الاتجاهات والمذاهب المنحرفة من التوجيه
10ـ ما هي أبرز سمات العلمانيين؟
- الاستهانة بالدين والتهكم والاستهزاء بالمتمسكين به
- إثارة الشبهات ضد الإسلام في عقائده وأحكامه وصلاحيته لكل زمان ومكان
- ظهور المعاصي على سلوكهم ومظاهرهم وألسنتهم وإشاعة الفواحش
- الميل إلى التغريب والإعجاب بمظاهر الحياة الغربية وتقليدها والدعوة إلى احتذاء حذوها
- أنهم من منافقي العصر، فيظهرون أنهم يريدون الإصلاح وهم يسعون في الإفساد
- الدعوة إلى الإباحية والفوضى الأخلاقية
- الدعوة إلى تنحية الشريعة عن جميع مناحي الحياة
- الدعوة إلى تمرد المرأة وخروجها عن طبيعتها وما يقرره لها دينها تحت ستار تحرير المرأة
11ـ هل يمكن الجمع بين العلمانية والإسلام؟
- العلمانية في الجانب التشريعي تعني فصل الدين عن الدولة، أو عن الحياة كلها، وهذا يعني الحكم بغير ما أنزل الله
- والعلمانية في الجانب العقدي تعني الإلحاد أو التنكر للدين
- وفي الجانب الأخلاقي تعني الانفلات والفوضى وإشاعة الفاحشة والرذيلة والشذوذ