خطب الجمعة

نماذج من فتن زماننا

خطبة يوم الجمعة 23/9/1436 الموافق 12/7/2015

1- الحذر من الفتن يتضح من أن النبي صلى الله عليه وسـلم كان يكثر أن يستعيذ بالله منها، وقد أخبرنا أنها شر من الموت، والواجب علينا أن نتحدث عنها ونحذر منها، ولا يقولن قائل: لن أفتنن!! فمن أراد الله فتنته فتن، وهذا زمان الفتن حيث تحدث الأمين والخائن والصادق والكاذب والرويبضة والعالم والخبير والجاهل، حتى إن بعض الناس مفتون في نفسه وهو فتنة لغيره كما قال ربنا جل جـلاله {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم} وقال {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} وقال {ينادونهم ألم نكن معكم؟ قالوا: بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم} بل إن بعض الناس والغ في الفتن محبُّ لها عاشق لأجوائها {كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} هو في الخير خامل وفي الفتنة رأس!!

2- إن في دلالات الكتاب والسنة معالم من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن استمسك بها فهو معصوم {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}

من ذلك اجتناب الفتن (إن السعيد لمن جنب الفتن) ووجوب اعتزالها عند عدم تبين الحق، وفي ذلك أثر ابن عمر رضي الله عنهما، والحذر من رؤوس الفتنة والضلال، والاستمساك بالأمر الأول

3- وفي زماننا فتن كثيرة من ذلك:

  • أن ناساً يلبسون لبوس الدين ويتكلمون بلسان أهله لكنهم أبعد ما يكونون عنه بل هم قطاع طريق ليس إلا، (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب! يقول الله تعالى: أبىّ يغترون؟ أم علىّ يجترئون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران)
  • من الفتنة ضرب الدين بعضه ببعض، واجتزاء النصوص، والتلبيس بها على العامة: في الحديث: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم)
  • من الفتنة بل من أسوأ أنواعها النفاق حين يظهر الإنسان خلاف ما يبطن ويعلن غير الذي يسر، ويخالف قوله فعله ومدخله مخرجه {ألا في الفتنة سقطوا}
  • من الفتنة الحرص على المال (إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال)
  • من الفتنة تعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسـلم {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
  • من الفتن إثارة الخلاف بين المسلمين في أمور اختلف فيها الأولون فيما أفسدت لهم دينا ولا أحدثت بينهم عداوة
  • من الفتنة أن يقبل الإنسان على شهواته وملذاته لا يبالي بما ضاع من عمره ولا ما فات من خيره، وأسوأ من ذلك حين يكون شيخاً فانياً متبعاً لهواه

4- من أسباب الفتن اتباع الهوى، {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} {أفرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} وغلبة الجهل، والإفراط والتفريط، وغياب المنهج الصحيح {فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} وكذلك التعجل وعدم الصبر {وما أعجلك عن قومك يا موسى. قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى. قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري} واستعجال البلاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى