أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

أجبرها والدها على الزواج

فتاة أجبرها والداها على الزواج من شاب لا يليق بها في الدين والخلق والعلم بالرغم من أنه مسلم، وتعتبر هذه الفتاة أنها إذا قبلت هذا الزواج فقد أرضت والديها، لكنها باعت دينها بالدنيا، فماذا يلزم هذه الفتاة المؤمنة؟ وإذا قام الوالد بعقد النكاح بدون رضا الفتاة فما حكمه؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فلا يحق للوالد أن يجبر ابنته على الزواج بمن لا ترضى؛ إذ العقود كلها في الإسلام مبناها على الرضا؛ كما قال جل جلاله {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} وفي خصوص الزواج لا بد من استئذان البنت والحصول على رضاها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (البكر تستأذن، وإذنها صماتها) ومتى ما وقع العقد عن غير رضا منها فإنه يقع باطلاً؛ ففي حديث عبد الله بن بريدة رضي الله عنه أنها دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه يرفع بي خسيسته، وأنا كارهة! فقالت عائشة: اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها؛ فقالت: يا رسول الله: قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء} رواه أحمد والنسائي

والذي أنصح به هذه الفتاة أن تعمل على إرضاء والديها إن كان ثمة سبيل إلى القبول بذلك الشاب دون أن يؤثر ذلك على دينها؛ بمعنى أنه إذا كان الشاب مرضيَّاً في الجملة؛ أي أنه يؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات؛ فخير لها أن تقبل به وستجد أثر ذلك في دنياها وآخرتها؛ لأنها ما قبلت إلا إرضاء للوالدين، وأسأل الله أن يقدِّر الخير للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى